تَنازُلات مَنطِقية ..!
“إنما الفضيلة نور وعطاء من ذات النفس، بلا حساب وبدون نظر إلى مقابل” ..مصطفى محمود ..!
أرهقني كثيراً حوار شائك مع صديقة تأخر زواجها لأسباب أولها ـ من وجهة نظري ـ إصرارها الغريب على توافر شروط مجحفة، بائدة، عفا عليها الدهر، في زوج المستقبل! .. فـ من الكفاءة المهنية والندية الأكاديمية .. إلى الاكتفاء المادي .. إلى ثبوت أن عريس “البخاتة” يريدها لنفسها الأبية وليس من أجل الشقة أو العربية، تقضي صديقتي تلك أيامها في “فلفلة العرسان”، بسذاجة عاطفية، وعناد رومانسي، وغرور أنثوي استعصى على كل نصح أو تقريع ..!
لاحظت ـ فيما ألاحظ ـ أن معظم “رجال السُّترة” الذين فشلوا في امتحان الكفاءة ذاك، كان عيبهم الرئيس هو رقة الحال، أي”الفَلَسْ”، فقلت لها بصراحة، إن الحكاية ـ بعد هذا العمر يا حبيبتي! ـ ما عادت حكاية حب، وأن واقع العنوسة في السودان قد أصبح جائراً، لدرجة أن صد الذئاب قد أصبح اليوم مثل “هش” الذباب، عند كل امرأة وحيدة، تحاول أن تحيا بشرف وأمان في هذا الزمان (لم أتعمد هذا السجع لكنها أغاظتني فجاءت حسرتي منظومة)! .. وكثيراً ما تتكدر خواطرنا ونحن نبذل النصح لأعزاء يروننا على خطأ ونراهم على ضلال ..!
أعدت صياغة حجتي وأنا أحاول التركيز على نقطة “الفَلَس” تحديداً:
ـ هل كان خاتم المرسلين ونبي العالمين وأعظم الخالدين، محمد بن عبدالله المكي، القرشي، عليه أعظم الصلاة وأتم التسليم، أكثر مالاً وأعظم اكتفاءاً اقتصادياً من السيدة خديجة ـ رضى الله عنها ـ حينما جاءها خاطباً؟! .. أم أنه كان يُتاجر بمالها الوفير، عندما ألمحت برغبتها الكريمة في الزواج منه؟! .. لماذا خصَّته بتلك الأماني وفضلته على كثير من سادات قريش ..؟!
لأنها ـ ببساطة ـ كانت امرأة بالغة الذكاء، شديدة الفراسة، بعيدة النظر، فكان عطاؤها في تلك الزيجة بلا حدود، أكرمها الله بزوج يستحق، فمنحته أمناً اجتماعياً وأماناً سياسياً ومنعة وغلبة اقتصادية، وكانت له أماً و زوجة أحبته وآمنت به، وكانت حياتهما معاً لطيفة حلوة هنيئة، لا شقاق فيها ولا حزن ولا ملل، لذا لم يفكر يوماً في أن يتزوج عليها، ولم يفضل عليها أي أخرى مهما بلغ جمالها، ولم يعدد بين زوجاته إلا بعد وفاتها..!
فازت خديجة بأعظم رجل في الدنيا، لأنها رضيت ـ قبل شيء ـ بحال زوجها كما هو، ثم اجتهدت وساعدت في بناء أسرتها، فكان لها أعظم مما أرادت..!
قالت صديقتي ـ النقناقة ـ وهي تضحك :
ـ ذاك هو النبي محمد، فأين هذا العريس من خلق الأنبياء ..؟!
ـ وأين هذه العروس ـ التي تتثاءب في وجهي كأفراس النهر، وتكنز الأموال كبخلاء الجاحظ ـ من مال وجمال السيدة خديجة ..؟!
ـ يا بنت الحلال .. توكلي على الله، و”تنازلي” قليلاً، ثم الحقي بالرَّكب ..!
السلام عليكم
..لذا لم يفكر يوماً في أن يتزوج عليها، ولم يفضل عليها أي أخرى مهما بلغ جمالها، ولم يعدد بين زوجاته إلا بعد وفاتها..!
هذا الجزء محتال لمراجعة
كل الشكر
خير خلق الله محمد,, عليه افضل سلام واجل تسليم. ونعم المرأه خديجه رضي الله عليها
تخريمه:
خليها تنتظر لحدما نركب المترو فى الخرطوم.هههههههههه