نور الدين مدني

الحديث عن الالتزام بالحوار وحده لا يكفي


*بقدر ترحيبنا بمبادرة الحوار السوداني التي أعلنها رئيس حزب المؤتمر الوطني بقاعة الصداقة في أواخر يناير من العام الماضي، بقدر ما أحبطنا بالمواقف المتضاربة والمتناقضة التي تسببت في تعثر الحوار وعدم قيامه حتى الان.
*كلما نستبشر ببارقة أمل نفاجأ بمواقف مربكة تسد الطريق أمام بارقة الأمل الذي كنا نعول عليه للخروج من حالة الإستقطاب الحادة بين الحكومة والمعارضة ومن الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية التي ما زالت تتفاقم بسبب غياب الإتفاق القومي المخرج السلمي الوحيد.
*إستبشرنا خيراً بالإفراج عن فاروق أبو عيسى والدكتور أمين مكي مدني وفرح عقار، كما استبشرنا من قبل بمؤتمر الحوار التحضيري الذي كان من المقرر عقده بالعاصمة الإثيوبية أديس أببا أواخر مارس الماضي، لكن للأسف مازالت خطوات الحوار تتعثر مع إصرار الحكومة على إجراء الإنتخابات قبل الإتفاق القومي.
* كنا نتوقع ان يخرج علينا حزب المؤتمر الوطني بخطوة إيجابية لإحياء الحوار السوداني في المؤتمر الصحفي الذي عقده الجمعة الماضية نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية البروفسير ابراهيم غندور، لكن للأسف جاءت إفاداته تبريرية لمواقف الحكومة والحزب فقط لاغير.
*إن نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني يدرك تماما ان لجنة ٧+٧ لم تعد تمثل القوى السياسية التي وافقت على الحوار السوداني وأن الأرقام التي ذكرها عن عدد الأحزاب والحركات الموقعة على السلام لاتعبر عن الشرائح الفاعلة في المجتمع السوداني، حتى الحزب الإتحادي الديمقراطي الذي أصبح شريكاً في الانتخابات بموجب قرار فوقي لا يعبر عن موقف كثير من قادته و وجماهيره العريضة.
*مازلنا نعتبر أنفسنا من الحريصين على قيام الحوار السوداني لكننا لانرى جدوى من قيامه بعد إجراء الإنتخابات المختلف عليها، كما أن قيامها لن يضفي الشرعية المطلوبة في ظل غياب الإتفاق القومي واستمرار الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة.
*لايكفي الحديث عن التزام الحكومة بالحوار ولا موافقتها على إعلان برلين الذي وقعته قوى المعارضة دون اتخاذ خطوات صادقة لإحياء الحوار ومد جسور الثقة مع كل القوى والكيانات الفاعلة في الساحة السودانية قبل قيام الإنتخابات وليس بعدها.

noradin@msn.com