عنترة ينتخب (منع من النشر)
أخذ (عنترة) يتقلب في فراشه وهو يستمع إلى أصوات تنطلق من الشارع (صوتك في الإنتخابات أمانة أيها المواطن) .. (أيها المواطن سارع بالذهاب وأدل بصوتك)
– ما هذه الجلبة يا عبلة !
– ويحك أنسيت يا عنترة أن اليوم هو يوم الترشيح
– لقد نسيت يا عبلة .. (الما بنسينا شنووو)
– هل ستذهب يا عنترة للإدلاء بصوتك ؟
– بلي .. قومي وجهزي لي بعض الشاي
– لا يوجد بالبيت شاي
– إذن ففنجان من القهوة
– لا يوجد بالبيت بن وللا سكر ذاااتو
– إذن أبعثي الجارية لتأتينا ببعض البن والسكر والشاي
– أنتا نسيت يا عنتر أنو الليله يوم تلطاشر في الشهر ؟ و(الخيمة) عدمانة المليم ؟
بدأ عنترة في إرتداء ملابسه وقام بإمتشاق سيفه وتوجه نحو (فرسه) يجهزها فيما بادرته عبلة :
– إلي أين تذهب يا عنترة؟
– إني ذاهب للإدلاء بصوتي
– إنتظرني لأذهب معك
– هل جننتي يا إمراة .. لا يحق التصويت للنساء !
– والله إنتا الجنيت .. فاطمة إبنة عبدالمحمود مرشحة عديييل .. خليني أنا العاوزة أصوت
– أهذا صحيح يا عبلة ؟
– بلى يا عنتر (والعلماء ساكتين ساااااااي)
– إذن إركبي هودجك وأتبعيني
عنترة يسير وسط شوارع (متسخة) ومغطاة (بالحفر) حتي إذا ما وصل حيث تقع (لجنة إنتخابات بني عبس) أناخ راحلته ثم انزل عبلة من هودجها قائلاً لها :
– الشوارع دي فاضية كده مالا؟ أنكون قد أخطأنا المكان؟
– لا لا لم نخطئ المكان يا عنترة .. ياهو مركز الإقتراع ما شايف البوليس (النايم في الكنبة داااك)
– إذن فلندخل لندلي بصوتينا
يدخل عنترة إلى خيمة التصويت .. يتوسط الخيمة صندوقان كبيران من الخشب أمام كل منهما يوجد شخص ذو لحية كثيفة و(عمامة خضراء) وبين الصندوقين توجد منضدة كبيرة يقف خلفها شاب يرتدى فوق ملابسه (مريلة بنية) مكتوب عليها .. (لجنة إنتخابات بني عبس)، إقترب نحوه عنترة بخطوات ثابتة :
– مرحباً
– أهلاً يا أخ العرب
– أهذا مكان الإقتراع والتصويت يا هذا؟
– بلى
– مالي ارى المكان خالياً ؟ أين بنو قحطان ؟ أين بنو طئ بل أين بنو القعقاع؟؟
– ديل كووولهم مقاطعين !
– وأي القبائل لم تقاطع ؟
– بنو (كوز) بس !
– ولماذا لم ياتو ليصوتو؟
– ما ضامنين وكده
– إذن نريد أن ندلي بصوتينا
– ما إسمك ؟
– عنترة بن شداد العبسي
يقوم الموظف بالإمساك بقطعة من الجلد عليها أسماء المقترعين وهو يتابع بسبابته … عنترة … عنترة … عنترة ثم يرفع راسه مخاطباً عنترة :
– الظاهر إسمك ده (سقط) !
– (وقد تطاير الشرر من عينيه) : ويحكم ؟ كيف يسقط إسمي من الكشوفات – ثم يستل سيفه ..
– يا عنترة ياخ أهدأ في مرشحين رئاسة عدييييل .. أسمهم سقط خليك إنتا
– هذه فوضي .. هذا عبث .. أين رئيس هذه الديار !
– إنتا قاصد الأصم ؟
– أصم؟ مكر؟ مفر؟ مقبل معاً .. هذا لا يعنيني دعوني أصوت وإلا أعملت سيفي هذا فيكم !
– (وهو يرتجف من الخوف) ) سمعاً وطاعة .. خذ قائمة المرشحين هذه واختر منها الشخص الذي تريد التصويت له وضع علامة صح داخل الدائرة التي أمام إسمه ! (يناوله قطعة جلد) مكتوب عليها أسماء ورموز المرشحين …
– (بعد أن يقرأهم) : قل لي من هؤلاء فإني لا أعرف أحداً منهم؟
– ديل المرشحين للرئاسة ؟
– وهل هم من عبس؟
– والله هم من (عبس) بس في واحدين عندهم (جنسيات) تانية !
– وإن قامت الحرب مع من سوف يحاربون ؟
– يا عنترة يااخ ما تصعب الحكاية .. المفوضية سمحت ليهم !
– لن أعطي صوتي وصوت عبلة لأي منهم لأننا لا نعرفهم !
– خلاس صوت للبتعرفو
– أتقصد (الشجرة) !
– يعني بقصد (الحماداب) ؟
– (هنا .. تتداخل عبلة) : شجرة شنووو يا راجل عنترة ده شاي الصباح ما شربووو !!
كسرة :
قيل أن عنترة قبل أن يغادر (مركز الإقتراع) أخرج من جيبه (علبة ضمنة) وناولها للموظفين قائلاً :
– إتسلو بدل قاعدين كده سااااكت !!
– كسرة ثابتة (قديمة) :
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+و+(و)+(و)+و+و
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(و)+(و)+و+و
يا جبرا
قلقلت عنترة في قبره ………..زأخاف لا يجي شايل سيفه عليك أنت ساخطا من آلة الزمن التي أدخلته فيها وقفزت القرن الحادي والعشرين
عنترة دا الذى لا يوجد فى بيته سكر و لا شاى و لا بن لا يستحق عبلة
لماذا لا تفكر فى عمل رواية قوية عن فترة الانقاذ ( وكيف عاش عنترة ) فيها وكيف قاوم وناضل بسيفه وبحبه لعبلة .
يا مبدع يا جبرا ، يا واسع الخيال .
سيسيبس
حتى الان فى السودان نتكلم فلانا له جنسية اخرى ومن ياترى لم يات من الخارج حتى تكون السودان بصورته الحالية
إذا منع من النشر كيف وصل إلينا لا أرى فيه ما يمنع نشره إلا ذكر الأسماء صراحة .قبل الإنقاذ لم يكن في بيوتنا شايا ولا سكرا حيث كنا نستلم خمسة وقيات شاي أو سكرا بكرت التموين في الأسبوع وأما الآن فيمكن لعنترة أن يشرب الشاي تحت أي شجرة شاء.
ر التحية والتير للمبدع ود جبرا. ،. الله يرحمك يا نميري وان شاء الله ربنا حايدي السودان نميري تاني. ،،،،، ردا علي المدعو حمزة