فدوى موسى

توابع قرار البشير


السودانيون الخارجون من اليمن تحت اضطرار القرار السياسي للمشاركة في (عاصفة الحزم) الآن هم على مرامي الضياع، خاصة وأن التدابير المطلوبة لهذا القرار لم تتخذ بعد.. هؤلاء السودانيون ظلوا طوال فترة تواجدهم في اليمن يرفدون البلاد بتحويلاتهم والضرائب المفروضة عليهم.. آن الأوان أن يجدوا الاهتمام الكامل من دولتهم التي عولت عليهم في ما مضى.. وليت (البشير) عشية إعلانه المشاركة أعلن التدابير الخاصة بعودتهم واستيعابهم في مواقع العمل ومعالجة إيوائهم حتى لا يضطروا للوقوف في دائرة الإحباط والمذلة.. نعم الآن يحتاجون إلى أن يدخلوا إلى دائرة الحياة الكريمة.. رغم معاناتهم هم يعتبرون أن القرار قد فتح على البلاد باباً من أبواب التعاون مع الدول العربية، ولكنه في ذات الوقت يفتح الباب أمام المطالبة بالمعالجات الممكنة لآثار القرار.. وحقيقة بعض الترتبيات كان يمكن أن تخفف من وقع هذا الأمر الصعب على هؤلاء المكلومين، الذين تركوا وراءهم الكثير من حصاد السنين.. ترى هل سيعوضون كما ينبغي أم سيتركون يواجهون مصائرهم الصعبة.. والشاهد إن أعدادهم ليست بالقاسية على المعالجة وإيجاد الحلول.. إنها الفرصة التي تتاح لاثبات أن للمواطن السوداني قيمة في بلده التي خرج منها، ومثل خارجها خير سفير ووجهاً مشرقاً في ظل العتمة والظلامات الكثيرة.. (سيد الرئيس).. جاءت الفرصة لرد الدين لابنائك.. أبناء البلد.. والسودانيون في اليمن رغم كل شيء محل محبة الشعب اليمني..

لا شيء يستحق!

منذ أن كانت الأشياء لها رونقها وطعمها والورود لها الألوان الزاهية.. والناس تعرف قدر ومقام بعضها البعض البعض.. جئت أحمل كل الأمنيات لتكن بكرة التي لم أكنها يوماً.. أربي فيك روح الطموح والجموح والقفز ما وراء الحد المرسوم على رمال جائلة.. ما تصورت يوماً أن الدنيا يمكن أن تكون بلاك.. أو هكذا ترتسم معالم الطرائق وموجهات الأمل.. لا أولا لا .. نعم أو لا نعم .. تشابكت الصور شائعة للأيام بلا جلال ومهابة الإنسان لحظات فارقة من عمر شتلة انبثقت في اخضرار لافت ثم انقطفت بعنف.. عنف لم يذر ورائها مكاناً للإنبات أو النمو حتى ولو تحت سطح الأرض.. لينمو إحساساً كبيراً مفاده «إن لا شيء يستحق أن نلهث خلفه».

ساقتلع هذا القلب!

هذا القلب الذي يضخه أحمر قانياً.. لابد أن يخرجك من المجرى حتي يستطيع أن يتصالح مع جسد الحياة خيرها وشرها، ويحمل القادم احتمالاً وقبولاً.. ذلك إنك لن تعود مرة أخرى لمحسوبي الحياة.. فقد صرت كائناً لحياة أخرى سنعرف كنهها من شدة التوجس منها.. فذلك عالم آخر له الشخوص والدماء لا تتسق مع ما يتماثل مع دنيانا الحالية… زخم الجلال ومهابة الذهاب إلى اللاعودة.. كيف اقتلعك من الحضور الدائم في شبكيتي وخاطري.. اقتلعك محبة فيك لتركك ترتاح هناك.. هناك.

آخرالكلام:- عملوا هناك وسطروا اسم بلادهم ثم عادوا بلا أي شيء أعينوهم.. وقد تضطروا للتنازل عن قرب محبوبين رحمة بهم.. قد جاءت إلى الحكومة فرصة إعادة الدين لأبناء السودان العائدين من اليمن..

مع محبتي للجميع