الانتخابات لها ما بعدها
الكتابة عن الانتخابات بعد نهايتها ..ينطبق عليها المثل الذي كانت تردده جدتي وهي تجتهد في الحديث بالعربية فتقول (كحك باد الايد هسارة) وتعني (الكعك بعد العيد خسارة )..والمقصود ان ارهاصات العيد يجب ان تكون قبله وليس بعده …فما هو المعنى ان اكتب عن الانتخابات وقد بدا الفرز وعلم كل اناس مشربهم؟؟
ولكني في هذا الموضع ..اقتدي باستاذي جعفر عباس الذي أعلن عن عزمه الترشح للرئاسة بعد قفل باب الترشح ….. ولم يكتف بذلك ولكنه زادنا من الشعر بيت اذ طلب من متابعيه اقتراح برنامج يخوض به الانتخابات ..ولا ادري اي انتخابات ينوي الترشح فيها الا اذا كان يستعد لخوض الملاحق ان كانت هناك جولة لها ..ولكن يشكر له انه نبهنا ان لا أحد من الذين ترشحوا قدم الينا برنامجا انتخابيا ينوى الالتزام به …كلهم بذلوا من الوعود اكثرها …وما اجمل الوعود لشعب طيب القلب مثل شعب السودان .
الشئ الذي دعاني للكتابة عن الانتخابات هو انني بالأمس كنت اتابع الخبر الخاص ببدء عمليات الفرز …وفي اثناء المتابعة ..لفتت نظري الصناديق الشفافة (وبهذا علمنا من اين اتت صفة شفافية الانتخابات ) …تركت كل شئ وجلست اتامل فيها ..الشهادة لله الصناديق جميلة وبيضاء فاقع لونها تسر الناظرين ..ومن محاسن الصدف انني عندما غيرت القناة لمتابعة الاخبار العالمية في قناة اخرى وجدت تغطية للانتخابات الفنلندية ..شاهدت ذات الصناديق في فنلندا …وهذا ان دل على شئ فانما يدل على اننا نتبع المواصفات الاوربية في الانتخابات ..مما يضفي شفافية على الموضوع برمته ..سبب واحد يخلي الاتحاد الاوربي يرفض نتائج الانتخابات حقتنا مافي ..(الصناديق هي ذاتها …والصور نفس المشاهد) …المهم.. في تلك اللحظة لمعت لمبة عبقرينو وكانت قد ركنت الى الراحة حتى ظننتها هرمت …فاوحت لى بفكرة عبقرية ..الا وهي ان اقدم طلبا لدخول المزاد الذي سيجري بعد الانتخابات لتوزيع الغنائم …وساحاول كل جهدي الاستحواذ على صناديق الانتخابات ذات الشفافية العالية …ليه؟ اقول ليكم… فقد لاحظت ان حكومتنا الموقرة تبذل جهدها في عمل شئ لغرض واحد وبعد انتهاء الغرض …تتخلص منه بسرعة تدعو للقلق …مثلا الفلل الرئاسية قامت الدنيا وقعدت بشأن بناء الفلل وبمجرد انتهاء مؤتمر القمة الأفريقي ..تم بيعها لجهة ما ..ورجعت الحكومة الى استضافة زائريها في الفنادق بدلا عن استضافتهم في مكان بذلت فيه مجهودا خرافيا ..(بقى دا اسمه كلام يا عبدالمعطي؟؟)..بالمناسبة دي يا جماعة اليخت الرئاسي خبره شنو ؟؟ ….والكثير من الامثلة التي لا يتسع لها المجال ولا المقال ..لذلك اخاف ان تباع الصناديق الانتخابية و نتفاجئ في الانتخابات القادمة باننا بلا صناديق لا شفافة ولا معتمة حتى …..بصراحة وعلى قول عادل امام (انا خايفة على العدة ياجماعة) ….بناء على ذلك قررت وبكامل قواي العقلية القيام بتأسيس شركة خاصة لشراء صناديق الانتخابات الشفافة وتخزينها حتى الانتخابات القادمة ان شا الله …وان كان في العمر بقية ..ساعيدها باذنه تعالى الى السادة (دائمي العضوية بمفوضية الانتخابات السودانية) ..حتى لا تقوم المفوضية في الانتخابات القادمة بنشر عطاء لشراء ذات الصناديق من فنلندا …وفي هذه الاثناء وحتى قيام الانتخابات القادمة باذن الله سأقوم بتاجير الصناديق لأمهات السودان لاستخدامها في شحن كميات الابري الاحمر والابيض الى فلذات اكبادهم المغتربين في كل أصقاع الدنيا وبذلك يكون خير الانتخابات قد عم القرى والحضر …وبنهاية الخمس سنوات يتم جمع الصناديق و(التحلل منها) ..اقصد اعادتها الى المفوضية ويادار ما دخلك شر.
ملحوظة هامة جدا : كتبت.. بعيدا عن الانتخابات …وكتبت… ما بعد الانتخابات ..اما الكتابة عن الانتخابات نفسها ….خلوني ساكتة احسن
ومساكم الف خير وعافية
د. ناهد قرناص