منى ابوزيد

مَعناكَ شَرحو يَطول ..!

“لا يعد الرجل متزوجا حتى يفهم كل كلمة لا تقولها زوجته” .. ألفريد هتشكوك!

(1)
كنتُ في مرحلة الصبا والتهور العاطفي، أقول دوماً إن الأنثى اللَّبيبة لا تحتاج سوى بضع إشارات لتعرف أن هذا لا ينفع، أو لتدرك أن ذاك ليس نصفها الذي تبحث عنه. وكنت دوماً أردِّد: لا جدوى تُذكر من “ملاواة” طبائع الرجال؛ فالشريك الـ “ما نافع” ظاهر من يومه ..!
تلك القناعات المتشددة، وعلى الرغم من سذاجتها الظاهرة، وجدتْ طريقها ــ في أيام الجامعة ــ إلى مريدات بائسات كن يجلسن إليَّ في اهتمام ويرين في كلامي عن الرجل المثالي حكمة مفقودة. كنتُ أحدثهن بثقة، فيستمعن إليَّ ليلاً، ثم ــ وبإيعاز من تحريضي المتلفِّع بثياب الحكمة والموعظة الحسنة ــ كن يقطعن مشاويرهن العاطفية في الصباح ..!
كثيرات هنّ من وقعن في فخ التذاكي على طبائع الرجال، وتجرّعن مر النوى بفضل مشاوراتي العاطفية الخائبة. بينما، وحدها (نعمات) – البت الشغالة التي تجيد الغسيل والكي بذات القدر الذي تجيد به محاحاة طبائع الرجال – أفلتت من قبضة نصائحي المتحاملة، ثم لحقت بركب الزوجات الساذجات المباركات! .. حقاً! .. ما أكثر القناعات التي تذروها رياح النضج، فتبدو ثقتنا بجدواها، مع تعاقب الأوقات ــ كالندوب! ــ أثراً بَعد عين ..!

(2)
يبقى الحديث عن مبدأ تعدد الزوجات بحماسة واستحسان سلوكاً شائعاً ومستحباً بين معظم الرجال على مر العصور .. وإن كان الجديد اليوم هو اختلاف نغمة حديث النساء عنها، بعد ظهور معطيات عصرية جديدة في معادلات الشراكة الاجتماعية .. لكن جواز التعدد لا ينفي حقيقة أن الرجل المُعدِّد مسكين وشقي حال في مطلق الأحوال .. إن أهمل تحرّي العدل حمل إثم ظلمه ثم جاء يوم القيامة وشقُّه مائلٌ .. وإن هو تحرّى العدل ما أمكن، عاش في فكر وحذر .. ومشى – بين الناس – بجسد أسير لحركة “العدل والمساواة”، وعقل مرهون لمزاج “حركات التمرد”! .. وهذه – لعمري – حال تستوجب العطف قبل الغبطة حيناً، والشفقة قبل الحسد أحياناً ..!

(3)
شاعر أغنية قائد الأسطول – العاشق السوداني النمطي – أورق وأثمر حينما وقعت عيناه الشاعرتان جداً على امرأة خلبت لبّه بطلعتها الوارفة، وهي تؤم صويحباتها – تكاد تسبقهن – في مسيرة أنثوية باذخة .. فترجم إحساسه بدهشة النظرة البِكر في ذلك الوصف البديع (يا الـ في سماك مفصول، تنشاف عيان وبيان، ما عرفنا ليك وصول، وما دنيت أحيان!) .. ثم/عندما رأى ذات الشاعر حسناء – أخرى – تطل من إحدى الشرفات، لم يتردد في أن يسكب إحساسه بتفرُّد نظرة أولى/أخرى (دنت الثريَّا بقت قريب / بين السلوك في تاني دور) ..!
سؤال برئ: لو كانت فاتنته الأولى بكل حسنها وروحها القيادية التي “تُخضِع الفرسان” هي “زوجته” الخارجة لتوها من “بيت بكاء” تتقدم بقية “النساوين” الباكيات المولولات، أو/ لو كانت ساحرته الثانية تلك هي زوجته – ذاتها – التي “تورِّق أغصان الملوخية” و”ربطات الجرجير”، عوضاً عن مداعبة ذلك “الغصن الرطيب”، هل كان سيقول فيها بمثل ما قال؟! .. هذا سؤال حقيقي، وليس إجابة متذاكية ..!

‫2 تعليقات

  1. هههههه لن يقول شيئا وسيكون الخوف اخذ من القلب ما اخذ

  2. استاذة منى،،،، لك التحية . ربما اكون مخطيء في تقديري … ارى انك تتحاملين كثيرا علينا نحن معشر الرجال.. فالمراة في عين الرجل او المحب هي المرأة شغالة في الطبيخ بالمنزل… صاحية من النوم… قايمه من الغسيل … فلماذا تربطي كلام شعراءنا الجميل في الغزل والمديح بحالة زهرة الروض او الغصن الرطيب وغيرها من الدرر