معاش السودانيين
الأوضاع التي يعيشها المواطن السوداني هذه الأيام تلقي عليه ما تلقي من صعوبة الاحتمال والتعاطي مع واقعه المعاشي، خاصة في نواحيه الاقتصادية والاجتماعية.. أنه وقت يتقلص فيه دور الحكومة من خدمات أساسية كانت في الماضي القريب أنموذجاً للخدمة من تعليم، ومستوى من الرعاية الصحية، والدعومات، إلى حالة صار المواطن الآن يقاتل وحيداً من أجل هذه الخدمات التي تجدها أفضل حالاً في جانبها المخصص.. حتى أنها هدت حيله، وباعدت بينه وبين الإنتاج بمعدلات أفضل ضمن موجة عامة أحجمت فيها الجهات الرسمية عن ابتداع المشروعات الكبرى، وضيقت دائرة الإنتاج، وأصبحت الدولة مستهلكة أكثر من كونها منتجة، وأولى خطوات الخروج بالمواطن من هذا النفق يتطلب الأمر إحداث صدمة وطفرة في مجال الاقتصاد والاجتماع بصورة شاملة تحرك بها العجلة الإنتاجية المعطلة والقدرات البشرية الفاترة المحطمة، وهذا يستلزم جهداً كبيراً يرمي لإصلاح كامل لكل مجالات ومناحي الدولة، بدءاً بتوفير الضمانات الاقتصادية للحياة الكريمة.. أنظروا كيف تداعت الخدمة المدنية وكيف ذابت المشاريع الناجحة، وكيف انهزم الإنسان السوداني، حيث بات في لهاث يدور حول توفير الحد الأدنى للحياة الكريمة له ولأسرته، وأنشده في دوائر متداخلة من الإلتزامات الضيقة التي تصغر دوره في إصلاح الحياة العامة.. نعم نحن في مسيس الحاجة لإصلاح كامل وشامل.. إصلاحاً يبدأ من المؤسسات العليا التي على عاتقها تحديد المسار الكلي للبلاد حتى أصغر المستويات.. تلزمنا سياسات واضحة ويمكن إنفاذها على الأرض، ولا تظل كلاماً نتشدق به في المنابر والجلسات.. أصلحوا هذه الجوانب وكبروا مواعين الإنتاج ووفروا الفرص للعطالى الذين أصبحوا كتلة من الاحتقان الزائد الذي يمكن أن يكون طاقة تدمير.. أحكموا الاحتواء لمواطنيكم ولا تدعوهم نهباً لأي جهة تعرف مواطن وبواطن وجعهم وآلامهم .. أصلحوا الاقتصاد.. انعشوا العدالة الاجتماعية، وجهوا الموارد للحياة الكريمة لمواطنيكم ووفروا لهم القوت الكريم والخدمات الأساسية.. أعينوهم على البقاء في بلادهم حتى لا تضيع طاقاتهم الفاعلة في أراضي غير أوطانهم فهم يعمرونها ويتركون لكم أوطانهم خرابا.. لا تقول «التحديات، الأزمات، الاستهداف، الحصار القوى الباغية والجبروت و..» إنها أصبحت كما الشماعات لعدم الإتيان للنصر والتسليم بحتمية صعوبته.. من حق السوداني أن ينعم بحقوقه بلا منٍ ولا أذىً، فقط حركوا طاقته وفجروها وأخرجوا من داخله هذا المارد الجبار حتى لا يخرج عليكم مدمراً ومزلزلاً.. وفي النظر لما حولنا عبرة وحكمة.
آخر الكلام: الإصلاح الشامل هو المطلب ولو على النفس والولد .. الإصلاح هو المنشد للجميع حتى لا يكون الاحتقان هو مورد المستقبل واتجاه المسار.. إصلاح المؤسسات.. إصلاح الاقتصاد، الاجتماع، إصلاح الداخل والخارج ومن ثم يستحث المواطن إصلاح ما تخرب داخله
«مع محبتي للجميع»