فدوى موسى

البشير الجديد!


٭ مرت أحداث الإنتخابات بكل تداعياتها وجدلها.. وقلة المشاركة فيها، وحددت نتائجها ملامح الفترة القادمة، والشاهد أن إنتخابات هذا العام ليست ككل الإنتخابات السابقة لإعتبارات لا تغيب عن فطنة المواطن السوداني.. وحوت نتائجها في جوفها كثير كلام ودلالات.. ولكنها للأمانة تفترض فهماً جديداً للواقع القادم على مستوى الحزب الحاكم والمشاركين بالإنتخابات الذين يفترض أن يتفهموا الدروس المستلهمة من الإنتخابات والتي اعتمدت نسبة مشاركة (42%) وهذا يعني أن (58%) من أصل السجل الإنتخابي قد أحجموا عن المشاركة، فلا يجب أن يمر ذلك الإحجام دون وقوف وتأمل، والعهد ما بين الناخبين والمنتخبين أن يقدموا ما يثبتون به جدارتهم في توفير الأساسيات المطلوبة في الحياة.. هذا الناخب الذي أحجم عن الحضور للإنتخاب اراد ان يقول رسائل معظمها مرسلة للحزب الحاكم الذي إفترض فوزه مقدماً ووزع بعض الدوائر بشكل استباقي مع الأحزاب المشاركة.. المهم أن العاقل والمتفرس لابد أن يفهم أن كل المؤشرات تستوجب أن تكون المرحلة القادمة من مسيرة الحكم جديدة.. والجديد يجب أن يكون في الأفكار والإنزال على الواقع، فقد أصبح المواطنون أكثر حاجة لحلحلة أزمات المعاش والحياة الكريمة، ووقف نزيف الهجرة من البلاد، وقبل كل ذلك أن تسود روح التعايش السلمي وتقف أصوات النار ودفق الدماء وفقدان الارواح.. أرواح أبناء السودان بيد أبناء السودان..

٭ على عاتق القادمين أن يلحقوا بشتات الوطن … ونسيان ونكران ذواتهم من أجل اللحاق بما يمكن لحاقه وحوايته.. دون أن يكون هناك انتقاص من حق ومقدار أي فرد في هذا البلد الشاسع الواسع المحاط الأطراف بالنزاعات والتناحر.. هي فرصة لمراجعة ومحاولة فكفكة أزمات خلقت «معظم الكابنيت» الموجود في خضمها، فهل يحقق ذلك معالم معرفة الخروج منها أم لا؟ هي مسؤولية ليست بالسهلة على كائن من كان.. أن يكون في عنقه وطن وأرض وناس ومتطلبات.. أمانة تشفق منها الرواسي.. لا أعرف كيف تكون المقاربة ما بين ما قدمه البعض في الفترة الماضية وما هو مطلوب منهم في القادم بإعتبار أنهم أصبحوا الآن أمراً واقعاً على خلفيات حفظها لهم المواطن.. هؤلاء هم الذين يجب أن يجددوا من أفكارهم وإنتاجهم وأدائهم لأنه ليس من السهل أن يتاح للمرء في ساحات الحياة أن يكرر تجاربها مرة من بعد أخرى.. أما المتجددون بحكم أنهم سيمارسونها للمرة الأولى ربما كانت الزوايا لديهم أكثر انفراجاً لوطن مثخنة أطرافه وأوصاله بقضايا حقيقية تحتاج لتفاني وإخلاص ونكران النفس والذات.. فليبك هؤلاء على عظم المسؤولية كما بكى يوماً منها سيدنا «عمر بن عبدالعزيز» وليحققوا لهذا الوطن العزيز تلك العزة، ويفجروا عقولهم طاقات مبدعة وخلاقة طالما إنهم أصبحوا واقعاً.

٭ آخرالكلام..

الإمتحان الحقيقي للحكومة القادمة أن تبدأ بوعي إدراكها لرسائل الشعب الذي أمهلها وأعطاها فرصة إضافية لتخلق واقعاً جديداً يتطلب فيه حتى أن يكون الرئيس (البشير) جديداً.. ترى هل وصلت رسائل الشعب؟!

مع محبتي للجميع..