بلطجية المستقبل
:: قبل عام تقريباً، عملاً بأحكام المادة (16)، أصدر البروف الصديق حياتي المدير السابق لجامعة الخرطوم قراراً بتجميد النشاط السياسي للطلاب داخل حرم الجامعة إلا باذن من عمادة شؤون الطلاب..وعند تطبيق النص، لم يحدث ما يُشير إلى تجميد النشاط السياسي بجامعة الخرطوم، لا بحرم الجامعة ولا بخارج الحرم ..بل، باذن من عمادة شؤون الطلاب، يمارس الطلاب نشاطهم داخل ( حرم الجامعة)..وبغير اذن من عمادة شؤون الطلاب، يمارسوا نشاطهم خارج (حرم الجامعة)، أي بكل دور الإتحاد المنتشرة في مجمعات الجامعة.. وعليه، فالقرار كان ( للتنظيم) وليس ( للتجميد)..وقد نجح قرار حياتي – كوسيلة – في تحقيق الغاية المنشودة، حيث لم تشهد جامعة الخرطوم أحداث عنف في الفترة الأخيرة..!!
:: وعليه، فالقرار كان صائباً.. نعم، النشاط السياسي بكل جامعات السودان بحاجة إلى تنظيم ليُغادر ( محطة العنف) إلى ( محطة الوعي)..ونسأل الله الرحمة لكل ضحايا العنف الطلابي، وكان آخرهم الطالب محمد عوض الزين بكلية شرق النيل .. وبالتأكيد ما حدث بكلية شرق النيل، والذي تسبب في إغتيال هذا الطالب لم يكن نشاطاً سياسيا، ولا يمت إلى دنيا السياسة الراشدة بأية صلة.. فالعنف شئ والسياسة شئ آخر..وهكذا كل الأحداث بالجامعات (هرج ومرج)، ثم حرب تفقد البلد والجامعات أرواحاً، وكذلك تفقد السواد الأعظم من الطلاب إستقرار دراستهم..ونظلم إدارات الجامعات لو نسبنا لها ما يحدث من (حرق وضرب وقتل)..لايستقيم الظل والعود أعوج ، فالجامعات جزء من البلد.. وإن كانت السياسة في بلاد الآخرين هي حوار الأفكار وتلاقح البرامج وملتقى الرؤى، فأن السياسة – في بلادنا – هي الحرب واللعن والإعتقال..وما أحداث الجامعات إلا بعض ثمار المناخ العام..!!
:: القوى السياسية، الحاكمة والمعارضة، لم – ولن – تلعب دوراً ملموساً في تدريب وتأهيل كادره الطلابي بحيث يمارس السياسة بوعي، بل تكتفي بالتحريض و(التعبيئة السالبة).. ونعذر القوى السياسية إمتثالاً لأمر المثل ( فاقد الشئ لا يعطي)، إذ هي ذاتها بحاجة إلى تدريب وتأهيل لتمارس (السياسة الراشدة)..ولكن الجامعات بحاجة إلى لوائح تنظم النشاط السياسي للطلاب، وللأسف كل الجامعات – بما فيها جامعة الخرطوم – خالية من أي لائحة ذات صلة بالنشاط السياسي .. وعلى سبيل المثال، ليس هناك ما يمنع أركان النقاش بمكبرات الصوت طوال ساعات اليوم، بما فيها ساعات الدراسة، وفي هذا ظلم – و إزعاج – للسواد الأعظم من الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي .. !!
:: وكذلك ليس هناك ما يمنع أركان النقاش بأي مكان في (حرم الجامعة)، وقد يكون المكان على بعد أمتار من القاعات والمكتبات، وفي هذا ظلم أيضاً للظلم – وإزعاج – للسواد الأعظم من الطلاب .. ما يحدث في الجامعات، باسم السياسة، نوع من الفوضى ..والكل شركاء في هذه الفوضى، أحزاباً كانت أو إدارات وطلاب ..يجب أن يكون للنشاط السياسي بالجامعات ( زمان ومكان)، تحددهما اللوائح، وكذلك لللنشاط السياسي بالجامعات (أذونات وتصاديق)، بها كل الشروط والمخالفات والعقوبات.. فالسياسة مسؤولية، وما لم يتحمل الطالب مسؤولية نشاطه السياسي في هذه المرحلة بالإلتزام باللوائح المنظمة، فكيف يُرجى بأن يتحمل المسؤولية في المستقبل؟.. نعم، فالذي يتربى على رفض اللوائح المنظمة لنشاطه بجامعته، لايرجى منه في المستقبل غير إنتهاك (الدساتير والقوانين)…!!
الجامعات الأن لاتصلح ابداً لنشاط السياسي فلابد من المنع وعلي الطلاب الذينا ينتمون إلي الأحزاب أن يكون نشاطهم في دار الاحزاب الخاص بهم ويفعل النشاط الاجتماعي الذي اصبح مرتبطاً بالمواسم فقط داخل الجامعات لذلك نادراً مانري نشاط ثقافي اسبوعي في حين نري النشاط السياسي اليوم الذي يكون خصماً علي الطلاب المستقلين الذينا ليس لهم لاناقة ولاجمل في السياسة فقط دخلوا الجامعات من اجل التعليم .
فكيف لفئة قليلة تؤثر علي الأغلبية
خليكم من كل ده / أنظروا إلى أشكال هؤلاء الذين في الصورة ؟ كل هؤلاء من الطلاب المنضوين تحت لواء الحركات الدارفورية … هؤلاء ليسوا طلبة ؟ هؤلاء مشاريع لمتمردين ؟ طلاب دارفور في الجامعات أضحوا مشكلة كبيرة جدا جدا لأن معظمهم إن لم يكن جلهم “من كوادر الحركات الدارفوية المنظمة وكل المشاكل في الجامعات منهم دون سواهم ويجب وضع حد لهم بأي طريقة …. عدم السماح بممارسة أي نشاط سياسى داخل الجامعات مهما كان