الكذاب !!!
* شيخ نور الدين إمام مسجد القرية طفق يحدث الناس بكلام بدا غريباً عليهم..
* يحدثهم عن خروج أناس من الإيمان رغم أنهم يصلون ويصومون ويحجون..
* ولم يدخل مثل الكلام العجيب هذا عقول أهل القرية..
* كيف يعني شخص يصلي ويصوم ويحج ولا يكون مؤمناً؟!..
* ولكن الإمام أصر على كلامه وهو يردد- المرة تلو الأخرى- حديثاً نبوياً (صحيحاً) لم يسمع به المصلون من قبل..
* إنه الذي يشير ذاك إلى أن المؤمن يمكن أن يفعل ويفعل ويفعل ولكنه لا (يكذب)..
* وفي حديث آخر (يُطبع المؤمن على الخلال إلا الخيانة والكذب)..
* ويعجز مخزون لغة الضاد لدى أهل القرية النوبية تلك عن رفدهم بما يعينهم على التعبير – تعجباً- فـ(يرطنون!!)..
* ويُضطر الإمام إلى أن (يرطن)- هو الآخر- لترسيخ المعنى في أذهان الناس..
* و (يرطن)- كذلك- كبير القرية ومعاونوه استفساراً عما يعنيه الإمام منذ نحو اسبوعين..
* وفي لحظة غضب يصوب أحد معاوني الكبير نحو الإمام تهمة (الكذب) ..
* ويغضب لغضب الإمام أئمة في القرى المجاورة ويُهرعون لنصرة أخيهم وهم يتأبطون (النسائي) و (مسلم) و(البخاري)..
* ويحاجون الكبير ورجاله- الأئمة هؤلاء- فيما إن كان ما يغضبهم هو تشكيكهم في صحة الحديث أم في حكاية الاسبوعين هذين..
* ويقف أهل القرية على سر الاسبوعين حين يهمس جابر (هندسة ) بمعلومة تتعلق بـ(وابور المياه) الذي أوكلت إلى الكبير مهمة استجلابه بـ(العون الذاتي)..
* ويسترجعون حديث (الكبير) يوم الاحتفال بمقدم المضخة العملاقة وهو يقسم- دونما داعٍ- بأن كل شيء (سليم في السليم!)..
* وبعد أن يقسم بالله مثنى وثلاث ورباع يضيف قسماً من عنده أشتهر به (وديني وإيماني)..
* ولكن (إيمانه!) هذا يسعى الإمام – الآن – إلى تجريده منه بنص الحديث المذكور..
* ثم يجعله أمام الناس (كذاباً) وهو الذي يصوم ويصلي ويحج ويكثر من عبارات (أعوذ بالله) و (استغفر الله) و(يا لطيف)..
* وفي أول جمعة قادمة- بعد الاسبوعين – يُفاجأ الناس بإمام جديد..
* ويستهل الإمام هذا عهده بشرح لـ(إن جاءكم فاسقٌ) ثم يطنب في مدح (البابور)..
*و في خطبة الجمعة التالية استعاذ بالله من غضبه إزاء أغنية (أحرق الجازولين يا البابور جاز) التي تغنى بها مطرب من (البندر)..
*وبعد يومين حرق البابور شيئاً – بداخله – عوضاً عن (الجاز)..
*لقد حرق (قلبه !!).
إبداع يا عوووووووضة!