نور الدين مدني

لا تحتمل إنتظار “جودو” الحوار

*نعلم أن الدوائر السياسية والإقتصادية والخدمية متداخلة بحيث لايمكن معالجة دائرة منها بمعزل عن معالجة الدوائر الأخرى‘ لكن بعض الإزمات تفرض نفسها بحكم الأمر الواقع وتتصدر مقدمة الأولويات والإهتمامات.
*من هذه الأزمات التي عادت لسطح الأولويات معضلة الإمداد الكهربائي الذي عاد لعدم الإنتظام بصورة مستمرة‘ رغم الوعود التي قطعت بانه بعد قيام سد مروي وتعلية خزان الرصيرص سيشهد تحسناً ملحوظاً.
*سمعنا في تصريحات سابقة أن قطوعات الكهرباء في الشتاء مقصودة لأعمال الصيانة لتجنب قطعها في الصيف‘ لكن للأسف إستمرت القطوعات في الصيف أيضاً‘ وأحياناً يحدث إظلام كامل كما حدث أمس الأول.
*في مثل هذه الحالات تكثر الإجتهادات وتفرخ الشائعات حول مناطق الإمداد الكهربائي وخطوط النقل وسط إزدياد معاناة المواطنين وقلقهم وتوترهم‘ خاصة في مواقع العمل والإنتاج.
*هناك تصريحات متضاربة عن أسباب الإظلام الشامل مساء أمس الأول حيث عزا المهندس جعفر على البشير مدير شركة نقل الكهرباء في تصريح لوكالة السودان للانباء حالة الإظلام الكامل إلى عطل فني في الخط الناقل للكهرباء من مروي للخرطوم فيما أعلن وزير الكهرباء والسدود المهندس معتز موسى في تصريح للزميلة “الرأي العام” أن سبب الإظلام خروج وحدتين من سد مروي.
* أننا نرى ضرورة دراسة أسباب تردي الإمداد الكهربائي في الاونة الأخيرة‘ وهل هناك خلل في جسم السد كما يشيع البعض أم في الخطوط الناقلة للكهرباء‘ ولماذا بدأت تتكرر مثل هذه الأعطال‘ خاصة بعد قيام الشركات التي ورثت الهيئة القومية للكهرباء ؟.
*ليس هناك ما يبرر مثل القطوعات بعد قيام سد مروي وتعلية خزان الرصيرص‘ ولايمكن العودة لشماعة المبررات القديمة التي عفى عليها الزمن‘ ولا إلى نظرية المؤامرة التي يعلق عليها بعض المسؤولين أسباب فشلهم.
*من المؤسف ان يظل السودان دون دول العالم أجمع فاشلاً في تأمين إستدامة خدمات الكهرباء الأهم لكل مناشط الحياة العامة‘ الأمر الذي يؤثر سلباً على الإنتاج والإستقرار والأمان.
كما قلنا في البدء لايمكن فصل هذه المعضلة عن الإختلالات الأخرى‘ لكن معضلة الكهرباء لاتحتمل إنتظار”جودو” الحوار.

كلام الناس
noradin@msn.com