إجتهادات فردية في الثقافة المهجورة
*عندما فرغت من مشاهدة الجزء الثاني من الفيلم التوثيقي ” المغدور” باتريس لوممبا للمنتج والمخرج السوداني الدكتور وجدي كامل الذي بثته قناة الجزيرة على خميسين‘ تحسرت على حال السينما في السودان الذي أهمل صناعة السينما إحدى الطاقات الثقافية المهجورة.
*كانت لنا بدايات واعدة لصناعة السينما منذ أن تم إنشاء أول وحدة لإنتاج الأفلام عام ١٩٤٩م وقوافل السينما المتجولة‘ ويحفظ تأريخ السينما مبادرات المبدعين كمال محمد إبراهيم وجاد الله جبارة والرشيد مهدي وأنور هاشم وابراهيم شداد وسامي الصاوي وسليمان محمد ابراهيم ومنار الحلو والطيب مهدي ‘ ولا ننسى عبد الرحمن نجدي ثم طلال عفيفي وهويدا خضر الملك وغيرهم/ن ممن لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم/ن .. دون رعاية من الدولة.
*الحديث عن السينما في السودان يحتاج إلى مساحة أرحب من مساحة كلام الناس‘ لكنني قصدت تشجيع وتقدير هذه المبادرات الي قام بها بعض عشاق السينما الذين مازالوا يقبضون على جمر ضرورتها في الحياة الثقافية.
*هذه ليست المرة الأولى التي أشاهد فيها عملا توثيقياً للمنتج والمخرج وجدي كامل الذي يعمل حالياً بقناة الجزيرة وله أعمال سينمائية كثيرة أذكر منها على سبيل المثال العقرب والجمعة في حمد النيل ومر المحارب من هنا وخطوات على الرمل وبروق الحنين وجراح الحرية والمغدور باتريس لوممبا.
* لن أبكي على أطلال السينما التي تم هجرها رسمياً منذ أن تمت تصفية مؤسسة الدولة للسينما ووئدت وحدة الإنتاج السنيمائي وأغلقت غالب دور العرض السينمائي في السودان‘ فقط قصدت التنبيه إلى ضرورة الإهتمام بمثل هذ المبادرات التي تحتاج إلى رعاية ومساندة.
*إستطاع الدكتور وجدي كامل التوثيق لمحطات واقعية مهمة في بلادنا وفي أفريقيا‘ لكن الطابع الإستطلاعي طغى على بعض الجوانب الفنية الإبداعية خاصة في “المحارب مر من هنا” و”بروق الحنين” و”المغدور”.
*قصدنا من هذه الوقفة دفع المهتمين بالشؤون الثقافية خاصة في القطاع الخاص لتبني مثل هذه المشروعات وإن إختلفت دور العرض بعد الثورة التقنية وإنتشار وسائط الإتصال وتنوعها‘ وذلك بتشجيع مشروعات أندية السينما ومساندة ورعاية أعمال القابضين على جمرهذه الثقافة المهجورة.
كلام الناس
noradin@msn.com