في مستشفى مكة!
الأربعاء, 13 مايو 2015 11:35 أعمدة الكتاب – سياج – فدوى موسى إرسال إلى صديق طباعة PDF
أدام الله عليكم نعمة البصر والبصيرة.. في فائت الأيام كنت رفيقة لأمي للمعالجة من ألم بالبصر أصابها وهي تتابع مع طبيب العيون الماهر ابن الجريف غرب د. الفاتح بشارة، الذي بدوره حولها إلى مستشفى مكة.. وكانت بداية للمعالجة ومشوار من الدخول والخروج للمستشفى الذي يقوم بدور كبير في حفظ نظر هذا البلد.. أعداد كبيرة من المواطنين تكاد تجزم بأن معظم السودانيين يعانون من مشاكل البصر وهذه الأعداد المتزايدة والمتزاحمة تؤكد أن الضغط على المستشفى كبير جداً، وهو مؤشر على أن هناك أكثر من مسيس حاجة لتوسيع مواعين العلاج والاستثناء لعلاج العيون بالبلاد تحت مظلة التأمين.. وتشهد الحالات المحولة للشبكية أعداداً كبيرة ومقدرة تأثراً بالتعقيدات المرتبطة بمرض السكر.. وتدليلاً على ذلك فإن بعض المعاينين من جروح السكر يصطفون على بوابات العيادات بالمستشفى، وبعض المتحركين بالعجلات و العصايات، الشيء الذي يعظم الأجر لما تقوم المستشفى به من خدمات.. رغم الزحام والضيق إلا أننا نقدر قيمة ما يقدمه هذا المستشفى من خدمة، وندعو وزارة الصحة لتوسيع مظلة علاج العيون تحت مظلة التأمين.. ونرفع القبعات لأطبائنا الأجلاء على مجهودهم.. ولو أن وزارة الصحة على المستويين الولائي والمحلي درست الأمر لوجدت أن هناك حاجة ماسة لزيادة عدد المستشفيات والمراكز العلاجية.. حتى أن معظم مرضى العيون بالولايات يقومون بالعلاج بالعاصمة لندرة التعالج للنظر بها.
صد عيونك عني:
عيناك تحملني على التحليق بعيداً إلى هناك حيث المراسي المعلقة ما بين السموات والأرض الافتراضية.. خيالات الشوق تعلق أنه كل الكون يبتدع جماله ما بينهما، والنظر يستمد ضياءه ونوره من حيث النبع والفيوض الإلاهية وإلتماس الشعاع ما بين الجبين، ومساحة الوجه الحسن تشرق ما بين فضاءات الجمال الشامخ وارضاءات النفس الطيبة النقية الصافية. وما بين كل التخيلات والممكن تبقى عيونك هناك تحاور البياض والسواد وترفد الأدبيات الطاغية بالسماحة والجمال والروعة.. بيني وبؤبوتك وإنسان عينك شيئ دفين وعمق وبحر لا ساحل له من الإبداع والجمال لتأخذني في البحر والبر والجو وتغوص بي هنا وهناك وأنت تغمض وتفتح الجفن وترمش كأن الكون كله يترامش ويغمض معك.. ناعس الفكرة يحملني للغوص في وسائد الأمل وجوده وعطفه.. هنا وهناك تقول عيونك إنها كانت أجدى لو صادت تلك الزوايا الشاردة التي هي ليست لك لأنها لم تكن محل محور بؤرة عينها، إنها زوايا النظر ما بين شبكية زول داخلي وإنسان شخصك الجميل.. «أها صد عيونك عني ما عدت أفهم اللغة غيرالمعترفة كلمة وحرفاً حرفاً»…
٭ آخر الكلام: عيونك فيها شيء يحير يغير اتجاه الزول.. والزول مبحراً بعيداً للضفة الأخرى.. أو كما تقول «صديقتي» أعبروا وعيونكم مفتحة.. حفظ الله بصركم وما بين الشبكية والقرنية والجسم الزجاجي.. نرفع القبعة لمعالجي البصر.. مع محبتي للجميع.