فدوى موسى

غضبة مياه


في مكان هادئ ووادع.. هكذا نظنه.. على ضفة النيل الأزرق وجنائن مخضرة.. وجدل ما بين احتضانها على ذات الوضع والتعطش للماء.. عشنا في بعض أجزاء الحارة الرابعة بمنطقة الجريف غرب حالة عطش وانقطاع المياه حتى تكاد كل الميزانية المنزلية تذهب لشراء الماء، مع رهق وعذابات السهر لحصاد بعض الماء الذي أستعصى حتى على (الموتور) أن يسحبه من الخط.. حالة غضب عمت الحارة وتشتت رشاشها أكثر وسط النسوة اللائي كن أكثر احتجاجاً باعتبار احتكاكهن المباشر مع الاستخدام اليومي للمياه بالمنازل.. تدافعن إلى (الصهريج) كما تعارف على تسمية مكتب الماء بالحارة، وكان حوارا ما بين طالبي خدمة أساسية وموظفين أو مسؤولين ليس لهم من مفر في لحظة احتدام التلاقي، وقف (المهندس) وهو يشرح قصة طويلة فصولها أن الشبكة للحارة الرابعة مشكلتها قديمة كقدم عهده بالعمل، وأن المياه المخصصة لها كما فضل الظهر( من بئر على تلك الجهة وبئر من أخرى وبعض خط من شبكة سوبا.. وعند هذه المحاورة التقط القفاز وادعاً بحل المشكلة على اتجاهين لحظياً على قصر المدى بتوزيع المياه بالتنكر على الحارة) خاصة أن نائب الدائرة 8 قد وعد بانزال المواسير للشبكة الداعمة خلال يوم الأحد .. اتبلع النسوة الكلام وهضمنه على اجهاد انتظار تحصيل المياه من تنكر (المهندس بحر) ورغم إيفاء الرجل للجزء الأول من الاتفاق .. إلا أن احسان النسوة الظن به كان كافياً لامتصاص غضبة أهل الحارة.. عمد رجال الحارة الوقوف على (البلف) المغذي من الشبكة الداعمة بل وقفوا على أكثر من ذلك بأن كانوا شهوداً على تنظيف سريان الخط المتصل بها.. مازال بعض السكان بالحارة يعانون من انقطاع المياه ما بين (جمهوريتي شرق الظلط والأطراف الأخرى).. الهمس والكلام لا يكفيان لحل المشكلة فمازال هناك خياران واضحان أما حفر البئر أو التوصيل المباشر بتجديد الشبكة مع الشبكة الكبرى الرئيسية، والسكان ميالون لهذا الحل باعتباره أضمن.. شدني مشهد أخوتنا الأحباش الذين يعانون أكثر مما نعاني وهم يقفون بعيداً وعيونهم تقول مالا يقدمون على المطالبة به.. مازال السهر قائماً والأذن ترهف لسماع صوت (الموتور) وهو يسحب الماء كما كانت أذان الشباب في سابق العهد تطرب لسماع (إبراهيم عوض) و (ٍسيد خليفة).. فالماء له صوت جميل لأنه أصل كل شيء حي.. تماماً كما كان هؤلاء يحيون الوجدان

آخر الكلام: على رأس كل ساعة نفزع مخلوعين (لعله قد تمكن من السحب) هكذا هو (الحوار المائي) مع الموتور والموية في مكان وفجة البحر جنبها وهي عطشانة.. ياناس شيلو الصبر.. (ياربي الصبر دا يكون قدر شنو)..

مع محبتي للجميع.