جمال علي حسن

مياه الخرطوم.. 3 أشهر في 6 سنوات


في يوليو 2009 أي بعد شهرين اثنين من تعيين الدكتور عبد الرحمن الخضر والياً لولاية الخرطوم أعلن الخضر عن خطة مداها ثلاثة أشهر فقط لتوفير مياه الشرب للمواطنين وتتضمن الخطة التي أعلن عنها في ذلك الوقت إحلال الشبكات القديمة بشبكات جديدة وإكمال العمل في المحطات الكبرى على النيل بجانب توفير مصادر كهربائية للمحطات لضمان استمرار خدمة المياه في حالة انقطاع الكهرباء..
الخضر تحدث وقتها بفمٍ (مليان) وثقة قاطعة بل كشف عن توفر ميزانية تلك الخطة التي تستهدف إحلال 1260 كلم من الشبكة القديمة بشبكة حديثة.
وبحكم استمرار أزمة مياه الشرب في مدن وأحياء ولاية الخرطوم حتى يومنا هذا 18 مايو 2015 أي بعد ست سنوات مضت على تاريخ صدور تلك التصريحات والوعود الإعلامية، نستطيع ولغرض التوثيق فقط أن نقول إن والي الخرطوم عجز عن إنجاز أول ملف من الملفات التي كان قد تولى مباشرة العمل فيها بعد أسابيع قليلة من تعيينه حاكماً لولاية الخرطوم في المرة الأولى وقبل تجديد ولايته بالانتخابات.. إنه ملف مياه الشرب..
وخلال هذه السنوات الست التي انقضت حدث مليون تغيير وتبديل وإعفاء وتعيين في إدارة هيئة المياه وصدرت عشرات التصريحات من سلطة ولاية الخرطوم وهيئة مياه ولاية الخرطوم، وكتبت الصحافة عشرات إن لم نقل مئات المقالات التي تحكي هذا الوجع المقيم، تحكي جفاف حلق ولاية يحتجزها نهران ولا تزال (عطشانة).. لقد كتبت الصحافة حتى ملَّت أقلامها لوك هذه السيرة وملَّ القارئ مطالعة توصيفات حاله على الورق..
أرجوكم.. جدِّدوا لوالي الخرطوم الحالي دورة جديدة حتى يجد وقتاً يكفيه لإنجاز ملفه الأول، ملف مياه الشرب الذي بدأه قبل ست سنوات (فقط..!) ويبدو أنها مرت وتبددت أيامها من بين يديه بسرعة في هذا الزمان (الممحوق) الذي ـ يا سبحان الله ـ صار يعادل فيه الشهر الواحد عامين اثنين وتساوي الثلاثة أشهر منه ست سنوات أو أكثر..!!
جددوا ولاية جديدة لحكومة الخرطوم الحالية وواليها فهي لا تزال تعيد التجريب لتعلم الحجامة على ظهور اليتامى وقد تنجح في إنجاز مهمة الثلاثة أشهر القديمة تلك، لو بقي في ظهورنا موضع للشرط بالمِحْجم..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.


تعليق واحد

  1. يا أخ جمال .. ما رأيك إذا قلت لك بأن هناك قرى تتبع لولاية الخروطم (وليس دارفور أو كردفان) يشرب سكانها الماء “كدراً وطيناً) دون تنقية أو ترسيب .. من النيل مباشرةً … وبجهودهم الذاتية. هذه القرى يعرفها الوالي (المهموم بتفقد الحدائق والمنتزهات) ويعرفها أكثر منه مدير الهيئة السابق باعتباره أحد أبناء المنطقة.