نور الدين مدني

وأنتم على الأبواب .. الأمر متروك لكم

*أعتذر مسبقاً للذين اطلعوا على هذه التجربة التي درجت على إعادة الكتابة عنها في مثل هذه الأيام من كل عام ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك‘ للشباب الذين لم يطلعوا عليها‘ ولأن الذكرى تنفع المؤمنين‘ في محاولة لمساعدة من يريد مساعدة نفسه بترك التدخين.
* الغريب في الامر أنني تعلمت التدخين في شهر رمضان أيضاً أيام الشباب الباكر من رفاقي في “الأسكلا” ببورتسودان – قبل أن تتحول إلى اطلال وذكريات لاتنسى – الذين أوهموني بأن التدخين بعد الإفطار يساعد على هضم الطعام.
*إضافة لما كنا نعتبره مظهراً من مظاهر الرجولة .. وكلها أوهام لاأساس لها من الصحة‘ إكتشفنا ذلك مؤخراً‘ ولا أظن شباب هذه الأيام بالمعلومات التي توافرت لهم يقعون فريسة مثل هذه الأوهام.
*أعود للكلام عن هذه التجربة للذين يظنون أنهم وقعوا أسرى “إدمان” السجائر‘ فقد كنت أدخن بانتظام منذ أن كنت طالباً في الثانوي وحتى أصبحت سكرتيراً لتحرير جريدة الصحافة.
*بدأت التدخين عندما كنت طالباً بمدرسة الثغر المصرية ببورتسودان‘ وعندما عزمت على ترك التدخين سخر مني البعض‘ أذكر منهم الراحل المقيم جمال عبد الملك “ابن خلدون” الذي كان يكتب معنا في الصحافة الذي قال لي : كيف تنتج وتبدع بعد أن تترك التدخين ؟!!.
*في مثل هذه الأيام بعد أن أصبحت مسؤولاً عن أسرة‘ وبعد مقارنة مني بين ماأصرفه على السجائر وماأصرفه على الخبز قررت ترك هذه العادة اللعينة‘ وبدأت تدريجياً في التقليل من مرات التدخين إلى أن وصلت مع خواتيم شهر شعبان أدخن سجارة واحدة بعد شاي الصباح وواحدة قبل النوم.
*عندما دخلنا في شهر رمضان قررت الإكتفاء بسجارة مابعد الإفطار – ربما تأثراً بالوهم القديم بأن التدخين يساعد على الهضم – إلى أن قررت في الأسبوع الأخير من شهر رمضان عدم تدخين السجائر حتى بعد الإفطار‘ وبحمد الله وتوفيقه تركت التدخين منذ ذلك الوقت ولم أعد إليه على الإطلاق.
*لن أحدثكم عن المعلومات التي تعرفونها جيداً عن المخاطر الصحية للتدخين‘ لكنني قصدت أذكركم بهذه التجربة التي انتصرت فيها على التدخين وبدأت بعدها أشعر بالتحسن في صحتي وعافيتي ومجمل حياتي.
* وبعد.. الأمر متروك لكم للدخول في هذه التجربة من الان بنية العزم على ترك التدخين نهائياً في شهر رمضان المبارك الذي يتيح لكم تمريناً عملياً وأنتم تتركون التدخين طوال ساعات النهار.

كلام الناس
noradin@msn.com