إثيوبيون يرون في السودان مكاناً للعمل ومحطة للهجرة
تقدر جهات غير رسمية العدد الحقيقي للمهاجرين الإثيوبيين في السودان حتى الآن بأكثر من 5 ملايين مهاجر، وبمعدل تدفق يومي يصل لنحو سبعمائة متسلل يدخلون البلاد عبر حدودها بأساليب عدة من بينها التهريب.
ويشير مسؤولون حكوميون إلى ما يقرب من ذات العدد مع وجود مشكلات حقيقية يسببها وجود أولئك المهاجرين المتسللين لمؤسسات الدولة السودانية المعنية، معتبرين أن عمليات التهريب وتجارة البشر واحدة من أسباب وجود كافة الفئات العمرية من المهاجرين الإثيوبيين.
لكن لبعض المهاجرين رؤى وأفكاراً أخرى يعتبرون فيها التهريب وسيلة ناجعة للوصول إلى السودان “المعبر الوحيد للعالم الخارجي رغم المعاناة التي يجدها المهاجر أو الهارب من بلاده”.
وقال برهان هايلي الذي دخل السودان قبل أكثر من 36 عاماً إن كثيراً من المهاجرين يفضلون السودان على غيره من الدول لحالة مزاجية من بينها سهولة الاندماج في المجتمع والحصول على فرص عمل بسيط قد لا تتوفر في بلدان أخرى.
وذكر أن غالبية المتسللين الإثيوبيين يهربون من بلدهم لدوافع اقتصادية أو سياسية، كاشفاً أن أعداداً أخرى تتعامل مع السودان بوصفه معبراً لأوروبا وأمريكا وأستراليا بحثاً عن حياة أفضل.
وبحسب هايلي، فإن عصابات التهريب التي تنشط على الحدود بين الدولتين ويستعين بها المتسللون للوصول إلى العاصمة السودانية أو جهات أخرى “تفرض عليهم مقابل ذلك مبالغ تتراوح بين 5 و7 آلاف جنيه سوداني (نحو ألف و1200 دولار أميركي) للفرد الواحد تدفع نقداً أو عبر تحويلات تأتيه من أقارب المتسلل من العاملين في السودان أو أية دولة أخرى”.
وأضاف (وفقاً للجزيرة نت): في بعض الحالات يدفعها الفرد بالاقتطاع من أجره الشهري مهما كان ضعيفاً بعد الحصول على فرصة عمل في السودان.
ويتحدث بعض المهاجرين عن مآسٍ لا حصر لها أثناء محاولتهم العبور لداخل السودان أو الهروب إلى ليبيا أو إسرائيل.
تسفن جول يكشف عن فقده عدداً من أشقائه الذين تاهوا في الصحراء قبل الوصول إلى ليبيا، مشيراً إلى أن آخرين اختاروا طرقاً أخرى في محاولة الوصول إلى إيطاليا عبر البحر لتغرق بهم مراكب التهريب
في حين يشير برهان تسفاي إلى فقد عشرات الأسر أبنائها بفعل هذه المغامرات. ويقول: “في بعض الأحياء التي يشكل فيها الإثيوبيون كثافة عددية مشهودة كثيراً ما تنصب خيم العزاء لإعلان وفاة أحد أبنائها بهذه الطريقة.
أما تايلي مريام التي وصلت للسودان قبل ثلاث سنوات فقالت إن كثيراً من المهاجرين يعيشون ذات المأساة وأنا منهم لكننا لا نستطيع إعلان ذلك للإعلام خوفاً من انتقام القراصنة الذين يتقاضون في العادة ما بين 13 و14 ألف جنيه سوداني (2000 دولار أميركي) من كل شخص مقابل تهريبهم لإيطاليا وغيرها من دول أوروبا عبر البحر”.
مدير إدارة حماية اللاجئين في السودان عادل دفع الله يرى أن هناك أعداداً من الإثيوبيين المقيمين في السودان لا تنطبق عليهم صفة اللجوء “لأنهم يدخلون بعلم الحكومة وموافقتها ويحصلون على فرص عمل”.
واعتبر في تعليقه للجزيرة نت أن أوضاع الإثيوبيين في السودان هي أوضاع مؤقتة يتم التعامل معها بنظام الإقامة المؤقتة التي تجدد كل ثلاثة أشهر.
صحيفة الجريدة
اصبح السودان للحبش والامراض