نور الدين مدني

الحنين لإراقة الدماء .. لماذا ؟!!


*لسنا ضد إبداء الرأي والمواقف تجاه ما يجري في العالم من حولنا‘ بل إننا نشجع مثل هذا الحراك الإيجابي تجاه الاخرين خاصة تجاه الأشقاء والأقربين لإيماننا بأن مايجري حولنا يؤثر بصورة أو أخرى في بلادنا.
*لكن لابد من التفريق بين إبداء الرأي أو الموقف وبين التهديد بالتدخل المباشر في الشؤون الداخلية لدولة أخرى مهما كانت درجة قربنا من “الاخر” الذي نساند قضيته ـ إذا كانت عادلة ـ لذلك فإننا نرفض رفضاً باتاً التدخل المباشر في شؤون الدول الأخرى.
*نقول هذا بمناسبة ما جرى في السودان من بعض المؤيدين ل “إخوانهم” في مصر من تظاهر مصحوب بتهديد ووعيد وحديث مباشر عن سعيهم ل”تحريرهم” حسب قول أمير الدبابين الناجي عبد الله في خطابه أمام المسيرة.
*إننا نساند الدعوات المخلصة التي وجهت للقيادة المصرية لفتح صفحة جديدة لحقن الدماء والوصول إلى إتفاق سياسي يعزز التحول الديمقراطي والتراضي الوطني‘ بدلاً من إستمرار حالة الإستقطاب السياسي الذي يهدد الإستقرار والسلام الإجتماعي‘ لكننا ضد خطاب الكراهية والعنف الذي يؤجج الفتن الداخلية بلا طائل.
*نقول أيضاً أنه ليس من حق أية “جماعة” تجاوز الأعراف الدبلوماسية والمبادئ التي تحكم علاقات الدول الخارجية‘ بالدعوة لمسيرات مسلحة ضد دولة أخرى مهما كانت درجة القرب من هذه الدولة أو الجماعة التي تناصرها داخلها.
*كما أنه ليس من مصلحة السودان وبه ما يكفيه من المشاكل والإحن‘ أن يجر إلى معركة في غير معترك يسعى لتأجيجها بعض الدبابين الذين أعلن أميرهم بأن الخروج القادم سيكون جيشاً جراراً في سبيل الله ليس بالكلام والخطب وإنما ب” الكلاشنكات”‘ وأنهم سيبدأون في قطع الأيادي المرتجفة في الخرطوم‘ بعد أن عاودهم الحنين لإراقة الدماء .. كل الدماء !!.
كلام الناس
noradin@msn.com