سوء ظن!
للأسف في الفترة الأخيرة.. أصبحت البضاعة السياسية المقدَّمة من الحاكمين والمعارضين في السودان بضاعةً ذات قيمة منخفضة.. لا تتجاوز المحفوظات المكرَّرة فرصةٌ رائعةٌ يوفِّرُها صديقنا الدكتور نزار خالد عضو القطاع السياسي بالحزب الحاكم في السودان، في صالونه المنزلي كلَّ جمعة، لمناقشات نوعيَّةٍ حول مواضيع مختارة. المناقشات أقرب للعصف الذهني في الشأن السياسي العام.
مناقشات حُرَّة خارج الأسوار التنظيميَّة للمشاركين في المنتدى، وهم في العادة من غالب الطيف السياسي السوداني؛ تعبِّر عن آراء خاصة بطارحيها، دون وجود ديباجة سياسية على تلك الآراء.
شاركتُ بالحضور والنقاش، في أغلب اللقاءات التي تنعقد بمنزل نزار. أمرٌ مزعجٌ ومقلقٌ، تراجع الاهتمام بإنتاج الأفكار وإجراء المراجعات ذات الطبيعة الفكرية، على ما يطرحه اليوميُّ من منتجات سياسيَّة من أقوال وأفعال.
للأسف في الفترة الأخيرة، أصبحت البضاعة السياسية المقدَّمة من الحاكمين والمعارضين في السودان، بضاعةً ذات قيمة منخفضة، لا تتجاوز المحفوظات المكرَّرة والأطروحات البالية، المُفتقدِة للجودة والجاذبية والميزات التفضيلية!
هذا ما عبَّر عنه دكتور الطيب زين العابدين القيادي الإسلامي بسخرية لاذعة وكوميديا سوداء، لا تملك أمامها سوى الضحك من شرِّ البلية، تلك البلية التي تُخرج الضحكة من قلب الفاجعة، والابتسامة من صدر الوجع.
زين العابدين قال إنه أجرى دراسة في برامج الأحزاب السياسية السودانية، إبان انتخابات 2010، ووجد تشابهاً وتماثلاً مدهشاً وغريباً في البرامج، إلى الدرجة التي تجعل من يسحب الترويسة التي تحمل اسم الحزب لا يعرف عن أي الأحزاب يُعبِّر البرنامج الذي بين يديه!
المفارقة التي أوردها دكتور الطيب، أن الحزب الشيوعي السوداني لم يذكر لا من قريب أو بعيد، ولا لمرة واحدة كلمة الاشتراكية في برنامجه، ولو باعتبارها جزءاً من ماضي الحزب وتراثه الفكري!
المفارقة الثانية، أن كلمة «الانفصال» لم ترد في برنامج «الحركة الشعبية» بقيادة سلفاكير ميارديت، ولا على سبيل التلميح أو الافتراض القائم، رغم أن عزم الحركة الشعبية على اختيار الانفصال كان يُطِلُّ كثيراً من تحت القبعة السوداء لسلفا كير!
كل ما وجدت الأستاذ سيد الخطيب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية يتحدث في أيٍّ من المنابر، أستمع إليه باهتمام كبير وتركيز عالٍ، لأن الرجل قليل الحديث وشحيح في الكتابات، رغم أنه بارع في كليهما، وله نزوع استقلالي يجعله يعبر عن نفسه بصورة صادقة وطَلِقة.
وجدتُ نفسي متفقاً مع الأستاذ سيد الخطيب، حينما اعتبر أن أحد أمراض الحزبية في السودان، غلبة التكتيكي على الإستراتيجي، والرغبة المثابرة في إضعاف الآخر، الأمر الذي يجعل كل الدعوات والمبادرات تهزمها الريبة والشك!
نعم سوء الظن المتبادل هو مركز الأزمة في السياسة السودانية، وكل الأطراف لا يتوافر لها الحد الأدنى من الثقة، الذي يجعلها تخطو معاً خطوة إلى الأمام؛ فالكل يبني مواقفه من الآخر على أسوأ الافتراضات، لا على أفضل الفرص المتاحة.
يسلم قلمك يااستاذ ضياء دايماً كلامك موزون.
بس اكتب لينا مقال او تعليق على مايحدث من المتنطع الهندي عزالدين .. وانا سميته توفيق عكاشة بتاع السودان . وانصحه انه يكف ويوقف شتم ه واساءاته لمبادرة شارع الحوادث لأنه بيفقد مكانته داء لو عنده مكانه او سمعة.
يا جماعة قولنا ليكم ليس على الهندى حرج خلوهو يبرتع ما تعملو ليهو توم شمار اسلقو ساى اى انسو