مع (حسبو) قبل نحو عام
صيف الخرطوم الخانق أصبح مجرد ذكرى ونحن في(نيروبي) أواخر شهر رمضان المعظم الماضي رفقة السيد نائب رئيس الجمهورية الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن الذي قاد وفد السودان المشارك في قمة الايقاد بالعاصمة الكينية فقد كانت درجة الحرارة لا تتجاوز الست عشرة درجة نهاراً تقل وتتناقص كلما تناقصت ساعات النهار واقترب موعد غياب الشمس.
الاعصاب هادئة, الافكار تكاد تكون مرتبة, فتأثيرات الطقس والطبيعة و(الجو العام) تكون واضحة على الحالة العامة للفرد, وتنعكس في طريقة تفكيره وأسلوبه في التعامل مع القضايا ومع الآخرين..
(نيروبي) ..(أديس أبابا)… (أروشا) و(جوهانسبيرج) وغيرها من المدن الافريقية الجميلة تكون دائما مقاراً للاجتماعات والقمم الموسعة أو المصغرة فأثر الطبيعة يعول عليه كثيراً في مثل هذه اللقاءات السياسية المهمة.
دعتنا الجالية السودانية لحفل افتتاح مدرستها التي اتخذت من مساحة ملحقة بحديقة سفارتنا هناك مقراً لها, وكانت فرصة التقينا فيها باصدقاء اتخذوا من كينيا مستقراً لهم, سواء كانوا من العاملين هناك أو من المعارضين, وكان أبرزهم صديقنا العزيز وزميلنا الكريم الاستاذ فيصل الباقر رد الله غربته,
بعد الافطار الرمضاني السوداني على أرض كينية وعقب انتهاء مراسم الاحتفال الرسمي وتبادل الخطب احتفاء بذلك الانجاز, كانت لنا فرصة اللقاء والنقاش لأطول فترة طوال تلك الرحلة مع السيد نائب رئيس الجمهورية الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن, حول أهم القضايا التي تشغل أذهان المهتمين بشؤون الوطن وأمنه وسلامه.
أذكر تماماً انني قلت للسيد نائب رئيس الجمهورية في تلك الليلة الرمضانية المباركة, ان إحدى مشاكلنا الكبري هي عدم مراجعة نظام الحكم الفيدرالي وعدم التوقف كثيراً امام التطبيق مما أضر بالتجربة كلها, حتى ان هذا النظام أصبح نقمة علينا, وأعلى من قيمة وشأن القبلية والجهوية والعنصرية, وسط أمية تتمدد وتغطي نحو سبعين في المائة من أبناء الوطن.
كان الاستاذ حسبو مستمعاً جيداً لم ينفعل ونحن ننتقد تجربة الحكم الفيدرالي وأذكر تماما انني اقترحت عليه حفاظا على حقوق الولايات في الدفع بابنائها الى المواقع القيادية وفق حصص معلومة ومتفق عليها عرفاً, اقترحت ان نحفظ للولايات ذلك الحق شريطة الا يكون ابن الولاية حاكماً في ولايته حتى تتسع في صدورنا وقلوبنا مساحة الوطن كله, ونضمن ان الحاكم أو الوالي يقف على مسافة واحدة من كل مكونات مجتمع الولاية.
ابتسم ليلتها الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن وأمن على ما ذهبت اليه, وقال لي نصاً: (نحن بالمناسبة قاعدين ندرس في الكلام ده).
وبعد عام أو ما يقارب ذلك هاهي تجربة جديدة تبدأ ليذهب ود البلة والياً لنهر لنيل, وآدم جماع الى كسلا وعبد الواحد يوسف الى شمال دارفور وعبد الرحيم محمد حسين الى الخرطوم, وعبد الحميد موسي كاشا الى النيل الابيض.. وهكذا تنطلق الصافرة وقطار الامل يحمل آخرين في سبيل الوصول الى المبتغى.
أين انت يا أستاذ من قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الخاص بتعديل معادلة القبول لطلاب الشهادة العربية ؟؟؟؟ والذي حدد 80% من إمتحان التحصيلي و 20% فقط من الإمتحان المدرسي !!!! ألم تسمع به ام انه قرار هامشي لا ضرر منه ؟؟؟ أم انك تدري ولكنك تغض الطرف عن كااارثة حقيقة ستلحق بابنائنا الطلاب ؟؟
القرار صدر منذ فترة وكتبنا فيه ما لم يكتب مالك في الخمر فلماذا لا تتحركون بأقلامك وتقفون مع أبنائكم طلاب الشهادة العربية يكفيهم ما يعانونه في بلاد المهجر فما أقل من ان تبدو لهم حسن النية وتبذلوا لهم كل مساعدة ممكنة لدرء هذه الكارثة التي ستدمر مستقبلهم لا محالة !!!
إنهض انت ومن معك و تحركوا بشكل إيجابي واوصلوا صوتنا الى الوزيرة (( سمية أبو كشوة )) بدلا من هذه الكتابات الهامشية!
نحن فوق عزنا (قرارات) ما بتهزنا .. أنا ياعم صابر كما قالت عمتنا لما عرسو فوقا : مايعرس كان معرس غنمي في الجامعة ووليداتي في الزريبة. أنا غنمي في ماليزيا ووليداتي في الجامع الكبير.
وكما صاح وصال وجال .. خليكم مع (الشعب) ناقشوا امانيه والآمه.. نقرأ هذه الايام ذكريات وفطور العيد وفطور العريس وفطور العدة نعد فيها لما نفتر ويفوتنا الفطور