نور الدين مدني

خطة إسعافية عاجلة للحل السوداني الشامل

*لابد من التمييز بين رسالة الإسلام السماوية وبين الأحزاب الإسلامية السياسية التي تتعرض مثلها مثل غيرها من الأحزاب لأخطاء التطبيق والفشل والهزيمة‘ من هنا جاءت مسألة الفصل بين الدين والسياسة دون أن يعني ذلك إبعاد دور الدين عن حياتنا العامة.
*لذلك قلنا بعد سقوط العهد المايوي الذي ابتدع تجربة حكم إعتبرها إسلامية في خواتيم فترة حكمه‘ أن الإسلام كان قبل مايو وسيبقى بعد مايو‘ كذلك نقولها الان إن الإسلام كان قبل الإنقاذ وسيبقى بعد الإنقاذ.
* نحن نتحدث هنا عن الحركة الإسلامية السودانية التي نشأت في أحضان حركة الأخوان المسلمين الأم واستقلت بنفسها عن التنظيم الأم وتشكلت في تنظيمات سياسية مختلفة ليس اخرها حزب المؤتمر الوطني *معروف أن حزب المؤتمر الوطني تعرض لهزة سياسية كبرى أحدثت المفاصلة التأريخية بين جماعة القصر وجماعة المنشية‘قام بعدها حزب المؤتمر الشعبي بزعامة ربان “الحركة الإسلامية السياسية السودانية” الشيخ الدكتور حسن الترابي.
*هكذا إنقسمت الحركة الإسلامية السياسية السودانية إلى حزبين‘ فيما نأت شخصيات إسلامية أخرى بنفسها من هذا الصراع السياسي‘ وظهرت تنظيمات إسلامية أخرى سياسية وعسكريةخارج حزبي الوطني والشعبي.
*أصبحنا في الاونة الأخيرة نسمع من قيادات إنقاذية تتحدث عن سرقة الحركة الإسلامية أو الإنقلاب عليها‘ وبعضهم أعلن إنتهاء دور الحركة الإسلامية بعد على السلطة في يونيو١٩٨٩م‘ وأخيراً خرج علينا حزب المؤتمر الشعبي بالحلم السياسي الإسلامي الجديد ” النظام الخالف” !!.
*كما بدأنا هذا الكلام نقول نحن هنا نتحدث عن حزب سياسي وليس عن الدين‘ ونرى أنه قد ان الأوان لوضع النقاط على الحروف وعدم خلط الأوراق الدينية مع الأوراق السياسية.
*إن المطلوب بصورة عاجلة – لا تحتمل المطاولات واللولوة السياسية – الإنتقال عملياً إلى مرحلة أرحب بلا مرارات سياسية أو إثنية للإلتقاء على كلمة سواء من أجل السودان‘ ووقف نزف دم أبنائه‘ والإتفاق القومي على خطة إسعافية عاجلة للإنتقال من دولة الحزب لدولة الوطن‘ ودفع استحقات التحول الديمقراطي بصدق ونزاهة والسعي معاً لمعالجة الإختلالات السياسية والإقتصادية والامنية.
كلام الناس

noradin@msn.com