الكهرباء.. غياب في صيف ملتهب!!
{ تزايدت بدرجة مزعجة خلال الأسبوعين المنصرمين قطوعات الكهرباء في غالبية مناطق وأحياء ولاية الخرطوم، وبالتأكيد الوضع أسوأ في بقية ولايات السودان (المتعودة) أصلاً على عدم انتظام التيار الكهربائي.
{ أمس (الخميس) وفي مدينة الثورة (الواحة شرق) أصبحنا- وأصبح الملك لله رب العالمين- على انقطاع التيار الكهربائي، واستمر الحال على هذا المنوال حتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً، ثم جاءت (الكهرباء) وبقيت في ضيافتنا أو بقينا في ضيافتها، لا أعلم، لنحو ساعتين ثم غادرتنا إلى مكان آخر لساعتين أيضاً ثم عادت.. وإلى حين موعد كتابة هذا العمود، لا أدري برنامج قطوعات (المساء والسهرة)!!
{ لقد ظللنا نشيد بأداء الوزير “معتز موسى” وتغزلنا في إمكانياته وقدراته العالية، لكننا نحتاج أن ننبهه اليوم لشكاوى المواطنين وأصحاب المصانع، والمتاجر، والشركات التي يتأثر إنتاجها بلجوئها للمولدات البديلة، والضجر يمتد من أم درمان إلى بحري وشرق النيل والخرطوم وسط وشرق وإلى جبرة والكلاكلات، بل إلى كل أنحاء العاصمة المثلثة التي لم تنجُ غالبية مدنها وأريافها من سيف (القطع) البتار بالغ الألم والأذية في هذا الصيف القاسي الملتهب.
{ هل المشكلة في نقص الوقود المحدد لمحطات الطاقة الحرارية؟ هل هو نقص في التوليد المائي القادم من الخزانات والسدود؟؟
{ المسؤولون يؤكدون أنه لا هذا.. ولا ذاك!! وقد استبقوا شهر رمضان الفضيل بالتشديد على أنه لن تكون هناك أي قطوعات مبرمجة في الشهر الكريم!
{ إذن.. ما هذا الذي يحدث في قطاع الكهرباء هذه الأيام؟ وهل كل هذه أعطال أدت إلى كل تلك القطوعات غير المبرمجة؟!
{ لا نريد أن نسمع تبريرات مضحكة ومؤسفة من شاكلة تلك التي أدلى بها وزير النفط الجديد عندما قال إن أزمة الجازولين بمحطات الوقود (أزمة مفتعلة)!! من افتعلها يا سيادة الوزير؟! ما تقولوا لينا تحالف المعارضة والشيوعيون والبعثيون، لأن هؤلاء أضعف من أن يفتعلوا أزمة جازولين!! والذين افتعلوها.. لماذا لم يفتعلوها الشهر الماضي؟! ولمَ لم يفتعلوها في شهر الانتخابات، لتقوم قيامة الحكومة؟!
{ في كثير من الأحيان يحاول بعض الوزراء والمسؤولين التغطية على العجز والخلل بتصريحات من هذا النوع، ريثما يتمكنوا من حل المشكلة، وليتهم كانوا صادقين مع أنفسهم وشعبهم الواعي اللماح، فيعترفوا بالخطأ ويقروا بوجود معضل، آملين في سد النقص خلال ساعات أو أيام حسب ما يتوفر لهم من اتصالات ومعلومات.
{ ندعو الله صادقين في يوم (الجمعة الجامعة) أن ييسر أمر وزارة الكهرباء ويعين القائمين على أمرها على إنجاز المهام كافة وتلبية حاجة (المشتركين) على امتداد السودان في خدمة راقية ومنتظمة ومعالجات عاجلة وناجحة لكل ما ينشأ من أعطال.
{ تصبّروا.. تجلّدوا جماهير الشعب السوداني البطل.