نور الدين مدني

انقطاع المياه في بلاد النيلين!!


*هذه ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها أحياء كثيرة في ولاية الخرطوم إلى انقطاع إمداد المياه منها ولفترات طويلة بعد أن اعتاد المواطنون على حالات انقطاع الكهرباء التي عادت تقلقهم في هذا الصيف القائظ.

*عادت أصوات المواطنين تجأر بالشكوى في المناطق التي تعرضت لانقطاع الإمداد المائي لفترات طويلة مثل العشرة والصحافة والحلفاية والدروشاب ببحري والأزهري بالخرطوم والفتيحاب والصالحة بامدرمان، وبلغ سعر برميل المياه في بعضها أكثر من ستين جنيهاً.

*كتبنا أكثر من مرة متحسرين على استمرار هذا العجز الفاضح عن توفير المياه للمواطنين في وطننا الذي أنعم الله عليه بنهر النيل بشقيه الأزرق والأبيض، لم نحسن إستغلاله.

*لا أريد المقارنة بين وضع المياه في السودان وبعض الدول الأخرى لكنها المفارقة الغريبة التي جعلتني إبان أدائي شعائر الحج في عام مضى أندهش من كميات المياه المتوافرة في المملكة العربية السعودية التي كانت صحراء جرداء قبل تتنزل عليها بركات الرحمن الرحيم.

*تعمق إحساسي بالمفارقة الغريبة عندما وجدت أن أستراليا القارة بكل الاحتشاد البشري الذي يفد من كل حدب وصوب تعتمد على الأمطار في توفير المياه الصالحة للشرب ومن المواسير مباشرة دون تكبيد المواطنين مشقة وكلفة شراء “مياه صحة” كما في بلادنا.

*مرة أخرى لم أقصد المقارنة بين السودان وهذه الدول لأنه على العكس تماماً السودان يملك ثروة مائية ضخمة ومع ذلك يعاني مواطنوه بصورة منتظمة من شح المياه ومن عدم القدرة على تنقيتها من التلوث الذي يسببه الإهمال واللامبالاة.

*الآن تتجدد شكاوى المواطنين وترتفع أصواتهم في كثير من احياء العاصمة المثلثة مطالبين بتأمين انسياب الإمداد المائي لهم فهل يجدون أذناً صاغية ومعالجة جذرية؟.
كلام الناس

noradin@msn.com