للخروج من شرنقة الحزب وبناء الإتفاق القومي
*شغل خبر قرار محكمة جنوب افريقيا القاضي بمنع الرئيس عمر البشير مغادرة جنوب افريقيا التي جاء ها بدعوة من رئيس دولتها للمشاركة في أعمال القمة الافريقية التي عقدت بجوهانسبيرج الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي وسط ردود فعل متباينة.
*مشاركة الرئيس البشير في قمة جوهانسبرج لم تخل من مغامرة رغم اعتماده على الحصانة التي منحها رئيس دولة جنوب افرقيا لرؤساء الدول المشاركين في القمة والتي اتاحت للبشير عبور الأجواء الأفريقية التي مر بهابسلام‘ وعلى موقف الإتحاد الأفريقي من المحكمة الجنائية الدولية الرافض للتعامل معها واتهامه لها بالتعامل بإنتقائية تجاه الجرائم الموجهة ضد الإنسانية.
*إن الاعتماد على مثل هذه المواقف الخارجية لايكفي لتأمين سلام السودان واستقراره وأمنه ووحدته ومستقبله‘ وانه لابد من الإنتقال بجدية نحو مزيد من خطوات الإنفراج الداخلي‘ تضع الأساس المتين للإستقرار السياسي والسلام الشامل والتحول الديمقراطي.
*قلنا من قبل ان إعمار علاقات السودان الخارجية لا يكفي بدون تعزيزه بإعمار علاقاته الداخلية‘ ليس فقط مع حملة السلاح وإنما مع كل الاحزاب والفعاليات والكيانات السياسية والمجتمعية والعمل على تحقيق إتفاق قومي لمعالجة مشاكل السودان الماثلة.
*ليس من مصلحة الحكومة الإستمرار في سياسة فرق تسد التي لم يسلم منها حزب المؤتمر الوطني الحاكم‘ وإنما لابد من الخروج من هذه الشرنقة الحزبية والإتجاه بجدية لبناء إتفاق قومي يوقف نزف الدم السوداني ويكفل الحريات العامة خاصة حرية التعبير والنشر وحمايتها من الإجراءات الإستثنائية والتدخلات الامنية‘ ويفتح صفحة جديدة تنقل السودان من دولة الحزب إلى دولة الوطن الجامع.
*ليس أمام الحكومة إلا الإنتصار لإرادة الشعب السوداني المتطلعة للسلام والإستقرار والعدالة والتعايش الإيجابي بين مكوناته العقدية والسياسية والإثنية والمجتمعية‘ والعمل سوياً من اجل وضع أسس وقواعد التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسطة.
*السودان في حاجة ماسة لوقف نزف الدم وسط أبنائه وتحقيق السلام الشامل وترسيخ دعائم العدالة للجميع ورد الحقوق لأصحابها‘ وإعادة مد جسور الثقة بين كل مكونات الأمة السودانية وتأمين حقوقهم في الاستمتاع بخيراته الظاهرة والباطنة وحلحلة الإختناقات السياسية والإقتصادية والامنية القائمة بعيداً عن الظلم والقهر والعدوان.
كلام الناس
nordin@msn.com