الطاهر ساتي

إعمار الشوارع ..!!


:: أكرمنا الله وإياكم بأجر الصيام..القرار الذي منع تنظيم موائد رمضان في مؤسسات الدولة قبل ثلاث سنوات كان يجب أن يكون ساريا، ولكن تم الإلتفاف على القرار بواسطة نقابات العمال ..إنها موائد مستفزة لمشاعر العامة، ثم إنها منزوعة البركة بحيث لايدعون إليها الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل، رغم أنها أعدت من أموال لهم فيها حق معلوم.. يجب تفعيل ذاك القرار في رمضان هذا العام، والتشديد بحيث يشمل النقابات التي تعد الموائد من ( خزينة المؤسسة)..وإن كانت لمؤسسات الدولة رغبة في فعل الخير، فعليها تحويل تكاليف موائدها إلي ذوي الحاجة في معسكرات النازحين و داخليات الطلاب ..!!
:: ثم على القطاع الخاص الذي لايسري عليه (قرار المنع)، ليت شركته تدع موائد البذخ، وتغادر (محطة البوبار) إلي حيث تنزيل قيم الشهر الفضيل في واقع الناس.. والتراحم من القيم.. والمدن الجامعية التي لم يغادرها طلاب الولايات أولى بموائد القطاع الخاص.. ودور اليتامى التي أطفالها في تزايد مخيف أولى بطيبات تلك الشركات..وموائد يفطر عليها عابرو السبيل في الشوارع والميادين وسوح المدينة والريف خير من موائد بطاقات دعوتها فقط تعادل ميزانية (إفطار أسرة)..!!
:: ومائدة الإفطار العامرة بأهل الحي في الشارع العام، أمام بيت كبير الحي أو في بهو المسجد و المسيد، ثقافة سودانية يجب ألا تندثر وتتلاشى ..ونراها إندثرت في بعض الأحياء المسماة بالراقية ..فالرقي هو أن يتكافل الناس في ما بينهم ، وتتراحم ، وتتآلف قلوبهم بالمودة ..وتلك هى قيمة وقيم موائد الإفطار في بلادنا ..نأمل أن نحافظ على قيمتها ونعض على قيمها بالنواجذ .. فالأفضل أن يأتي بما أنعم الله عليه من طعام وشراب ويجلس على جانبي السجادة أو البرش مع كل أهل الحي في صفوف..وتلك نعمة لو تذوق طعهما سكان القصر العالي – كما يصفهم حبيبنا ود بادي- لتهافتوا إليها كتهافتهم إلى (الثروة والسلطة)..!!
:: موائد الرحمن عامرة بالتراحم و التآخي.. لاتميز فقيرهم عن ثريهم، ولاتعرف أيهما أيسر حالا عن الآخر حين يتبادلون فيما بينهم (الملح والملاح)، ويسأل بعضهم بعضا عن الحال ويتفقدون الغائب منهم ويسألون الله الشفاء للمريض، أوهكذا مائدة الرحمن العامرة بحب الناس في أرياف البلد و أحياء المدائن المشبعة بقيم الأرياف ..وهنا مكمن الرقي .. فالرقي معان تشكلها قيم السماء و مكارم الأخلاق في قلوب الناس، وليس برقي غابات الأسمنت ذات الأبواب الموصدة عند ( أذان الإفطار)..ليت تلك الأحياء المسماة بالراقية، والمتجردة من فضيلة التراحم و التآخي، ترتقي في هذا الشهر الفضيل الى مراقي ( الرقي الشعبي)، وتملأ الشوارع بالتراحم .. !!
:: ثم الجار .. الجار.. قد يكون شيخا تقدم به العمر أو أقعده الداء، شفاه الله ..وقد تكون امرأة فقدت زوجها ولم تفقد الأمل في الله ثم الناس..وقد يكون يتامى لم يستوعبوا أن ن الحياة – كما البحر- ذات أمواج تعلو وتهبط و تستقر بأمر الله ..فمن حقهم علينا ألا ندعهم بحيث يرهقهم الليل و النهار بالحرمان..فلنكن لهم – بطيب الخاطر – طعاما وشرابا، وفي هذا شكر للخالق الرازق ..وشرطيا على أرصفة الشوارع ينظم حركة المارة والسيارة، وآخرين لم يدركهم الوقت فصاروا عابرين بجوارينا، ونحن مع أسرنا نترقب آذان المغرب، فمن حق أولئك أن نكون أسرهم في تلك اللحظة .. فعمًروا قلوبكم، قبل شوارعكم، بالحب ..!!


تعليق واحد

  1. الله يجزيك كل خير . وأرى أن يتم منع أي احتفالات تتم على نفقة الدولة أو جمعت الأموال عن طريق التبرعات لأن الفقراء أولى بتلك الأموال ممن يحضرون تلك الاحتفالات . وكنت أتعشم في أن يتخذ الرئيس البشير قرارا بأن لا يكون هناك احتفال لتنصيب الرئيس البشير لأن الفلوس التي جمعت لذلك أحق بها الفقراء وكان يمكن أن يتم التنصيب بالصورة الرسمية للدول بعيدا عن أي طرق للصرف غير المبرر.