فدوى موسى

لغة الباب!


الباب يخفق طرقات منتظمة، ويتوالى أمرها ما بين ذبذبات السمع المرهف والرنو للضجيج الصاخب هنا وهناك محمل التصنت أو اتيان الصوت صاخراً إلى مرمى السمع.. والهواء والفضاءات في حالة تجسس حميدة يتوارون في تؤدة الأدب السماعي.. جاء القادم أم لم يأت فإن مساحة من الأمل قد بذلت اجتهاداً وخضماً من منسوب مياه الود للأخرين.. والباب الموارب هو محمل الدخول والخروج.. أن تبقى داخلاً أو تكون مغادراً.. صعبة هي إحساسات المغادرة والأصعب أن تكون هناك أبواب كثر تفتح لدخولك في لحظة واحدة .. أبواب لها ألوان وأشكال زاهية تستبي العقول وتستخف بطول الطرق والشوارع التي قادتك إليها.. حياتنا هي الطرق الكثيرة المستقيمة والمعوجة و الظاهرة والباطنة التي غالباً ما يكون في ممرها باباً ما.. دخولاً انتظاراً أو خروجاً.. وتبقى فكرة أن يكون الأمر «آمناً» محكاً لنهاية تطوف بتلك الطرق والمشاوير.. ولكن دائماً هناك بابان للدخول والخروج.. فإن دخلت يوماً بباب الخروج وجب عليك أن تتوقع أن تخرج بباب الخروج. هي ليست فكرة عبثية بل هي مطروقة سابلة مسيرات الحياة.. بابها أن تولد دخولاً لعالم الأحياء وباب خروجها هذا الموت المصيبة، وما بين هذا وذاك مشوارا التردد والمتاهات.. فقط عليك معرفة دروب هذه الأبواب ومن أين تأتي إليها متوكلاً.

٭ من هنا!:

ليس محزناً أن تكون وجهتك ارشاد الآخر لك فربما غابت عنك معالم البحث عن أشيا>ئك الإنسانية، فكثيراً ما تتداخل التفاصيل فتذهب الأطارات الكبيرة وتصبح محراباتك بلا سياج أو «تحويشة» لا شيء يبقى كما كان وإن كان نبيلاً أو جميلاً.. لا تعرف إليك نقطة الأحداثيات تحديداً ما لم تكن أنت ملماً بخطوط عرض وطول هذه التقديرات والقضاءات.. لتذهب بك من هنا لهناك.. من هناك إلى هنا.. تمدادات الممكن في ضمن المعقول والجائز.. لذا أبدا من هنا.. من حيث لا بعداً محدداً.. أدفع وانتظر بعض تقدير ممكن.

٭ آخر الكلام:

البداية بند كبيراً في حياتنا.. كذا النهاية أو الختام قرب ختاماً جميلاً لبداية متعثرة أو العكس بالعكس ولكن الأصل أنه دائماً هناك منفذ لكل من البداية والنهاية.. ومن هنا ندرك حقيقة هذه الحياة العابرة.. مع محبتي للجميع.