النظر بالاعتبار
اهتمامات الناس تختلف بإختلاف تأثيرات موضوع الإهتمام، والراجح أن حالات الغلاء المعيشي التي يعاني منها الكثيرون في بلادي جعلت الاهتمامات تنحصر في الاحتياجات الأساسية المعروفة.. كثرت وقلت من حول القوم الأخبار ذات الوزن الثقيل فإن أغلبهم لا يحفلون بها لأنها خارج مساحات الشد والجذب الإهتمامي لديهم في روزنامة يومياتهم التي يفترض أن الأساسيات فيها موجودة سلفاً، ولا تحتاج لعناء واجتهاد أكثر مما هو متعارف عليه.. لذلك نرى الكثيرون لا يلقون بالاً لتفاصيل عامة هامة باعتبار أنهم في موقف الذي لا يعنيه الأمر ما دام لا ينعكس في قوته في إطار احيتاجاتهم الأساسية.. الإطار الراجح أن هناك خلل في أولويات النظر بالاعتبار.. مثل هذه العينة والشريحة من الرؤية تفتح أبواب التبخيس لأي قيمة حتى وإن كانت من النبل بمكان.. لذلك يزدري البعض حتى فكرة الوطن في ظل حالات التأذي والإنهزام الذي يعيشونه.. «صديقتي» تقول لن ينفعل أحد بمثل هذه القيم إن كانت بطنه خاوية.. كيف لجائع أن يتبنى تلك المبادئ وأرجله لا تتحمل حمل بطنه .. لذلك تحتاج لهؤلاء لقدر أكبر من فكرة المسامحة والتنازل عن طيب خاطر لكل حدث يأخذ ويستمد سطوته من بؤس حالهم أو تأخر تقدمهم عن الأخرين الذين ربما مازجوا قيم وقدموا بعض على بعض.. ولكن أيضاً فكرة العدالة في حالة «النظر بالاعتبار» تحتاج لهضم عسير.. لأن الأجحاف في زبدة خلاصتها و«الكسترول النفسي» زائد في معدله من البلعة الغذائية الحقوقية المهضومة أصلاً.. لذلك استفتوا أحدهم هل يجوز له «النظر بالاعتبار».
عدالة افتراضية:
العالم الآن يتخذ من الافتراضيات مهرباً لكل ورطة.. وعالم الافتراض يأخذ الآن بالألباب لكنه تنظيرياً أكثر من كونه واقعياً حقيقياً.. فيتمدد هذا الافتراض.. «صديقتي» أرسلت لي في دنيا الافتراض بـ «أحمد» الشاب الوسيم الغني حسب ما أفاده ورتب معاها كل تفاصيل التلاقي لعشة المستقبل شريطة أن تلقاها بعد اتمام العقد في صالة الزفاف، وقام بإرسال كل المطلوبات والطلبات عبر الوسائل المتاحة.. لكنها في لحظة الإلتقاء اكتشفت أن «أحمد» المرسوم في مخيلتها افتراضياً غائباً.. فقد كان كبيراً.. أصلعاً.. ليس جميلاً.
آخر الكلام:
كل الأمور تحتاج لنظر واعتبار خاصة إن تمددت مساحات اللامعقول واللاحقيقة لصالح الافتراض والخيال .. «أها ياناس رأيكم شنو» مع محبتي للجميع.