داليا الياس

دروس

الحياة مدرسة.. تعلمنا كيف نحياها.. وكشأن كل المؤسسات التعليمية.. يصعب علينا الفهم أحيانا.. ونحتاج لمعلم يستميت في الشرح والتفسير.. وهذا هو الدور الذي يلعبه الآخرون.. يدخلون إلى حياتنا..

ومنهم من تكبر محبته مع الزمان.. ومنهم من ينسى أنه إنسان..

ومنهم من اتخذ من الغيبة مكانا..

ومنهم من رحل دون استئذان..

ومنهم من يسلمك للندم والخذلان.. ومنهم من ينسى العشرة والإحسان.. ومنهم من يلفك بالصدق والحنان.. ومنهم من ترميه في سلة النسيان.. ومنهم من سيبقى في القلب مهما جرى أو كان..!

***

كبرت.. تعلمت.. وتغيرت في حياتي بعض المفاهيم، أدركت أن التجارب تعلمك من تحب، والمواقف تعلمك من يحبك، وأن الوضوح الشديد سيئ، فالغموض مطلوب. كما أيقنت أن خلف بعض الوجوه قناعا.. ولكل ابتسامة ألف معنى وخلف كل سكوووووت عذر، ولكل حنان قسوة، ولكل قلب طيب ألف صدمة..

علمتني التجارب أن أجعل مسافة للأمان مع من حولي.. فالقدر مجهول.. وصديق اليوم قد يتحول لعدو الغد.. فعلينا أن نحترس.. إن لم نتفق فعلى الأقل لا نصطدم !

تعلمت وأيقنت أن التغافل رحمة كما أن النسيان نعمة!.. والصبر محمدة لا يستطيعها إى الأقوياء!

عرفت أن للنجاح ثمنا باهظا.. وأن الحياة لاتؤلمنا عبثا.. إنها تريد أن تساعدنا على الفهم.. تؤلمنا لنكبر.. لنتعلم.. وندرك أبجدياتها..

تعلمنا الكثير حين تبين لنا دور وحجم كل شخص في حياتنا.. وأثره عليها..

فعلينا أن لا نصدق كثيرا ولا نثق كثيرا، لأننا قد نتعب كثيرا.. وبتلك الحقائق أخبرتنا الحياة بأن لا شيء يبقى.. ولا حتى هي ستبقى..

وأننا سننتهي وسينتهي كل شيء يربطنا بها.. وبهم.. وحتى بأنفسنا!

******

الأشياء ليست دائما كما تبدو.. فالسمو بالنفس هو أن تتنازل وتنسحب بهدوء لأن بقاءك سيخدش قيمتكك مع من لا يقدرون القيم.. والصمت أبلغ لأن حروفنا أصبحت تحتاج إلى محام فنحن ننطقها ببراءة وغيرنا يفهمها بـخبث!

يخطـئون في حقنا.. ويظلموننا.. ثم يرددون: (الدنيا تغيرت).. الدنيا لم تتغير يا أصدقاء لأنها ليست بعاقل حتى تدرك وتتغير، القلوب والأخلاق والنفوس والمبادئ هي التى تغيرت!

والناس قد يتغيرون عمدا لأنهم لم يستطيعوا إخفاء حقيقتهم أكثر من ذلك!!!

معظم دروس الحياة يقدمها لنا الأحياء العاقلون المعروفون بالبشر.. ولا أجد وصفا للحياة إلا أنها أشخاص.. يكيلون الصفعات والضربات.. فإن لم تتعلم من الضربة الأولى فـأنت تستحق الثانية!..

تلويح:

أقسى ما في الحياة.. إنسانها!