مصعب والحياة !
:: (مصعب الطفل الرابع)، هكذا كان عنوان زاوية قبل عام، أما القصة فهي ما يلي.. فيصل وتماضر من أبناء نهر النيل، تزوجا في العام 1993، وأنجبا (ملاذ)..لم تعش ملاذ طويلاً، ماتت في عام ميلادها بداء مجهول .. ثم أنجبا ( مازن)، ومازن كما ملاذ لم يعش طويلاً، فمات في عام ميلاده بذات الداء المجهول..ثم أنجبا ( نون)، فعاشت عاماً وآخر ثم إنتقلت إلى رحمة مولاها في بذات الداء المجهول..هكذا كان حجم الإبتلاء ومقدار صبر الوالدين..ثلاثة أطفال، طفلا تلو الآخر، ماتوا بداء مجهول..ثم كان الحدث السعيد إنجابهما ( مصعب)، في العام 2009.. ولكن قدًر الله وما شاء فعل، إذ تفاجأ فيصل وتماضر بأعراض الداء المجهول – الذي تسبب في وفاة ملاذ ومازن ونون – تظهر في ( مصعب أيضاً)..!!
:: بالخرطوم، أثبت تشخيص الحالة بأن مصعب مصاب بداء (تايروسو ينيميا).. من الأمراض النادرة ويتسبب في عدم نمو جسم الطفل لعجزه عن إمتصاص البروتين.. وعليه، بهذا الداء مات مازن وملاذ ونون، وبهذا الداء أيضاً يرقد مصعب على فراش المرض.. ولأن لكل داء دواء بفضل الله، يقرر الطب علاج مصعب بإجراء عملية زراعة الكبد أو باستخدام أقراص ( أورفادين – 10 م ج.)، مدى الحياة .. ومنذ أربعة أعوام ونصف العام، يعيش مصعب بهذه الأقراص.. سعرها – إذ وُجدت الأقراص – يُكلف الأسرة ( 20 مليون شهرياً).. ولهذا تنتكس حالة مصعب بين الحين والآخر عندما يفقد الأقراص بحيث يترك رياض الأطفال ويدخل (العناية المكثفة)..!!
:: كل مشافي الخرطوم لا توفر هذا الدواء لمصعب، ولايوجد – أصلاً – بالسودان..ولذلك يجلس فيصل وتماضر أمام الحاسوب بالساعات ويراسلا الشركات والمنظمات بحثا عن تلك الأقراص، فيُسخر الله الأخيار منهم لخدمة مصعب، وتصل الأقراص .. ومنذ أربعة أعوام ونصف العام، مصعب وأسرته لايعرفون من يرسل لهم تلك الأقراص من السويد، وكذلك لايعرفون الطبيب السعودي الذي أرسل ما يكفي ( ستة أشهر)، ولا المستشار القانوني الذي يبحث معهم عن الأقراص ويجتهد في توفيرها.. وهذه الأقراص ليست علاجاً ناجعا، ولكنها بعض الأمل الذي يخفف على مصعب وطأة الداء وتمكنه من اللعب مع الرفاق في رياض الأطفال .. والعلاج الناجع – باذن الله ورعايته- هو عملية زراعة الكبد..!!
:: وهذا ما كان يجب أن يحدث لمصعب عبر المشروع السعودي التكافلي بمستشفى إبن سيناء بعد أن تبرعت والدتها بجزء من كبدها ل (فلذة كبدها).. ولكن تم إلغاء المشروع التكافلي بقرار حسب الرسول بابكر وزير الدولة الأسبق بالصحة..فالبروف محمد سعود الصفيان، نائب رئيس قسم جراحة الكبد بمستشفى فيصل التخصصي، كان قد وضع مصعب في قائمة الحالات الطارئة، وتم تجهيزه لإجراء العملية مجاناً بابن سيناء ..ولكن قبل موعد العملية بيوم واحد فقط لاغير، تفاجأ البروف الصفيان وكادره بالغاء المشروع، وغادر إلى بلده ومن هناك ساهم في توفير الأقراص لمصعب.. !!
:: واليوم ينتظر الصفيان دخول مصعب إلى مستشفى الملك فيصل ليجري العملية (مجاناً)..ولكن دخول مصعب إلى مستشفى الملك فيصل بحاجة إلى مساعدة سفيرنا بالسعودية، علما أن تكاليف علاج مصعب – في غير مستشفى الملك فيصل – قد تتجاوز ( 50.000 دولار).. هكذا كانت المناشدة قبل عام.. لم يتحرك سفيرنا بالسعودية، ولكن أهل الخير تحركوا بالداخل والخارج، ولم يتركوا مصعب وحيدا يصارع الأوجاع .. ثم كانت الرسالة التالية من الهند صباح أمس : ( الأخ الطاهر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بحمد لله تمت عملية الإبن مصعب بنجاح، أبومصعب).. الحمدلله.
الحمد لله والحمد لله اللهم اكثرمن اهل الخير المسخرين لخدمة عباد الله المغلوبين علي امرهم
الحمد لله على شفاءه والشكر لك يا الطاهر والدال على الخير كفاعله
لم يتحرك سفيرنا بالسعودية
مالو مو داير الاجر بس الباقي خلو