منصور الصويم

ألف ليلة وليلة


في مقال سابق تناولت ترشيحي لأهم عمل درامي يمكن متابعته خلال هذه الشهر الفضيل، وأشرت إلى أن مسلسل “العهد – الكلام المباح”، يحظى بتأييد قوي من قبل المتخصصين ومتابعي الأعمال الدرامية في رمضان وغيره من شهور العام. لكن الصديق والناقد عامر أحمد حسين، نبهني في رسالة نصية رقيقة إلى عمل آخر يتوقع أن يحقق نجاحا كبيرا ونسبة عالية من المشاهدة خلال هذا الموسم الحيوي. وعامر إلى جانب أنه أحد أميز المحررين والمحللين السياسيين في الصحافة الآن، عُرف كذلك بقدراته الفذة في إدارة وتحرير الملفات الثقافية، واشتهر بمقالاته النقدية والفنية، التي قدم من خلالها الكثير من الأعمال الروائية والشعرية ورصد عبرها وحلل عددا كبيرا من الأعمال الدرامية والغنائية والتشكيلية.. إذن رأي يأتي من جهة مسؤولة بهذا القدر لا بد من احترامه والأخذ به.

المسلسل الذي تحدث عنه الأستاذ عامر ورأى أنه سيتفوق على أغلب الأعمال المعروضة، هو مسلسل (ألف ليلة وليلة)، وبمراجعتي لإعلانات التتر، ومشاهدة بعض الأجزاء الترويجية وجدت أنه بالفعل يستحق المتابعة، لما أتيح له من إمكانيات إنتاجية ضخمة ولاستناده من الأساس على خلفية درامية تخيلية مشحوذة بالغرائبي والعجائبي، وأعني بالطبع المُؤَلف الأصل الذي بُنيت على وقائعه أحداث المسلسل؛ كتاب (ألف ليلة وليلة) الشهير.

الليالي، قصص وحكايات متنوعة وعجائبية، ترويها الملكة شهرزاد لزوجها الملك شهريار، لتُفدي روحها وأرواح العشرات من النساء اللائي يمكن أن يمتن من بعدها إن لم تنجح في إقناع الملك المجنون بالكف عن قتل كل من يتزوجها بعد الليلة الأولى، مثلما حدث مع كل من سبقنها إلى حين ارتباطه بها وابتكارها حيلة الحكايات التي لا تنتهي وتحفل بالمدهش والمشوق المزين بالحكمة والمشحون بالمغامرة والمخاطرة!

إذن، إلى جانب (الكلام المباح) هذه دعوة أخرى لمتابعة المسلسل الضخم (ألف ليلة وليلة)، ومن المفارقات بالطبع أن حكايات شهرزاد تنتهي كل ليلة بالجملة الشهيرة: (وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن “الكلام المباح”).

ألف لية وليلة من إخراج رؤوف عبد العزيز، وتأليف محمد ناير، ويؤدي أدوار البطولة فيه النجمة اللبنانية نيكول سابا في دور شهرزاد، والنجم المصري شريف منير في دور الملك شهريار، إلى جانب عدد آخر من النجوم الكبار.

شكرا، الناقد والكاتب الفنان عامر أحمد حسين.. ومشاهدة طيبة للجميع.