مصطفى أبو العزائم

“ويكيلكس”.. ليس هنالك أسرار..!

الآن.. ومنذ عدة أيام تطايرات من موقع “ويكيلكس” ما اطلق عليه خفايا وأسرار السياسة العالمية, وهذا ليس بالجديد, فقد حدث من قبل عدة مرات, ولا تكاد دولة في عالمنا هذا لم يرد ذكرها في ما يتم نشره, خاصة تلك التي للغرب فيها مصالح وأهداف.
وبلادنا لم تنجُ هي نفسها من حرب الوثائق, التي يعرف الجميع من يقف وراءها, رغم المزاعم الخاصة بمطاردة أحد أشهر منشيئ تلك المجموعة ومؤسسيها, ومديرها “جوليان أسانغ” وهو ناشط إنترنت استرالي, والذي اختار الهروب من مطارديه باللجوء في إحدى السفارات الغربية بلندن.
“ويكيلكس” كما عرفت نفسها بدايات ظهورها هي منظمة دولية غير ربحية, تنشر تقارير وسائل الاعلام الخاصة والسرية من مصادر صحفية, وتسريبات إخبارية مجهولة, وقد بدأت في ممارسة نشاطها عام 2006م تحت مسمى منظمة (صن شاين) الصحفية.. وأحدثت هزة كبيرة في كل العالم عندما بدأت نشر وثائق الحربين الأفغانية ثم العراقية من خلال نشر البرقيات الدبلوماسية الأمريكية.. وهو ما اعتبره الأمريكيون إضراراً بأمنهم القومي.
الآن, وبعد إنطلاق عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية للدفاع عن الشرعية في اليمن, وحماية الاراضي المقدسة, وأمن البحر الأحمر.. الآن.. وبعد أن انطلقت العاصفة بدأت حرب جديدة على المملكة العربية السعودية, وعلى من حالفها في تلك الحرب, فبدأت الوثائق تتطاير على الأسافير من موقع “ويكيلكس” وتم التركيز على وثائق نبذ الفتنة وتهدد العلاقات السودانية السعودية, والسعودية العربية, ولكن أخطرها ما إحتوته وثيقة مسربة من المملكة العربية السعودية عن شروع المخابرات المصرية والسودانية في محاولة لإغتيال رئيس دولة جنوب السودان, وإن المخابرات المصرية بعثت بثلاثة رجال إلى الخرطوم لهذا الغرض.
ووثائق اخرى مزعومة شملت الفترة ما بين الأعوام (2001- 2012- 2013م) وذكرت أن حاويات إيرانية وصلت إلى الخرطوم تضم معدات تقنية حساسة لتخصيب اليورانيوم.. مع الاشارة إلى وجود أمني صيني مكثف على ساحل البحر الأحمر تحت ستار “شركة أسماك” بالاضافة إلى مشاركة مقاتلات إيرانية في حرب استرداد هجيلج من ايدي قوات الجيش الشعبي.
الوثائق المزعومة احتوت معلومات خطيرة, وكفيلة بهز ثقة كل دولة في الأخرى, ولم يسلم حتى الاحزاب مما جاء في الوثائق إذ أشارت تلك الوثائق المتداولة بكثرة إلى أن مولانا السيد محمد عثمان الميرغني طلب دعماً من المملكة العربية السعودية لقيام المؤتمر العام لحزبه.
ولم ينج الاشخاص والقيادات من محاولات تشويه الصورة ونشر ما يفيد بتورط أحد وزراء الدولة المتصالحين مع النظام مؤخراً, في إختلاس مبلغ عشرة ملايين دولار أمريكي وتخزين كميات ضخمة من السلاح في ولاية البحر الأحمر المحاددة لمصر والمقابلة للمملكة العربية السعودية.
الحرب الآن هي حرب قذرة بكل المقاييس نشر خطابات أو مكاتبات لمنح فنانات تأشيرات دخول للمملكة العربية السعودية لاحياء مناسبات خاصة ببعض أفراد الأسرة المالكة.. وهي وثائق تحمل أكثر مما جاء فيها, لأنها تحمل رسالة للجميع, وللحلفاء الذين يخوضون الحرب ضد الارهاب أو من اجل الشرعية, رسالة تقول لهم جميعاً.. “أنه لم يعد هناك شيء سري في هذا العالم”.. رغم علم مسربي هذه الوثائق المزعومة بأن الدول المستهدفة بالنشر والزعزعة, هي من أكثر الدول في العالم اهتماماً بتأمين الوثائق والمكاتبات وحمايتها.. حتى أن السودان- مثلاً- في فترة من الفترات ما كان يعتمد على المكاتبات الرسمية كنوع من التأمين, بل كانت التعليمات تنقل فيه عن طريق وسيط حفاظاً على السرية وتأكيداً على التأمين.
الهدف من النشر والاطلاق في الفضاءات الاسفيرية واضح.. وهو ضرب العلاقات السودانية السعودية, وفض الشراكة الجديدة الناشئة عبر مشاركة السودان في عاصفة الحزم واتجاه المملكة العربية وكل دول الخليج العربي نحو السودان للاستثمار في مجالات الزراعة والتعدين بمختلف أنواعه.
حقائق النشر ستتكشف قريباً لكل ذي بصيرة وعقل, لكن الهدف في ما يبدو هو هز الثقة في أنظمة الحكم وهدم الثقة الناشئة بين الأنظمة نفسها, والعمل على صناعة رأي عام سالب من أجل تشويه صورة الحلفاء.. الجدد.

‫2 تعليقات

  1. قولك ياااااستاذ (وهو ضرب العلاقات السودانية السعودية, وفض الشراكة الجديدة الناشئة عبر مشاركة السودان في عاصفة الحزم )غير صحيح لانو تلك الوثائق ليست فقط الطرف فيها السعودية والسودان بل تلك الوثائق هي السعودية وسفارتها حول العالم والتجسس والخبر يقول البرقياتُ السعودية المسربة.. فتُميط اللثام عن نظام ديكتاتوري.. يقول ناشر ويكيليكس جوليان أسانج.. مضيفا أن هذا النظام لم يحتفل فقط.. بقطع رأس مائةِ شخص هذا العام.. بل أيضا أصبح يشكل تهديدا لنفسه وجيرانه.. على حد وصف الأسترالي جوليان أسانج.. في إشارة إلى التدخل في شؤون الجوار..

    http://www.alalam.ir/news/1713215

  2. اللأستاذ / مصطفى أو العزائم

    تحياتى

    أعتقد ردك منطقى ومعقول عن وثائق ويكيليكس .

    ولا ارى ان مثل هذه الأمور سوف تؤثر فى العلاقات بين الدول دونكم ما يحصل من بين أمريكا والدول الأوربية من تجسس وتصنت على هواتف المسؤولين ، وذات الموقع ما قدمه سابقا من وثائق شملت الكثير من الدول الكبرى