والماء فوق ظهر أرضها محمول !!
*أزمة المياه ليست جديدة كما أن الحديث عن مشكلة شبكة المياه التي لم تعد تحتمل الضغط المزداد على استهلاك المياة ليس جديداً وهناك مشروع قديم لتجديد شبكة المياه بشرنا به مع مشروع الشبكة الدائرية للمياه لكن للأسف لم ينفذ حتى الآن ومازالت أزمة المياه تتفاقم كل عام.
*مع حلول شهر رمضان المبارك ازدادت الشكاوى والاحتجاجات من انقطاع الإمداد المائي من كثير من مناطق ولاية الخرطوم، وكتبنا عن ذلك حينها، لكن للأسف تكررت الأعذار والتبريرات المضحكة المبكية التي لاتقنع حتى من أطلقها.
*من هذه المبررات المضحكة المبكية غير المقنعة جاءت عبر إفادات مدير هيئة توفير المياه لـ “السوداني” مثل تذبذب الكهرباء وعدم ترشيد المياه وانتشار شجر الدمس من أسباب أزمة المياه.. وكأنها أزمة جديدة رغم علمه وعلم كل المسؤولين بأنها أزمة قديمة ومعروف أسبابها.
*سمعنا في أزمنة سابقة أعذارا أخرى مثل تراكم الطمي امام بوابات السد أو وجود الحشائش – قبل انتشار الدمس – ولم تسلم الكهرباء من هذا الاتهام القديم، لكن كل ذلك لايبرر استمرار أزمة المياه أو الفشل في معالجتها خاصة في ولاية الخرطوم.
*هذه الأزمة القديمة المتجددة جعلت الناس تبتدع رسالة طريفة تم تعميمها في وسائط التواصل الإجتماعي تقول إن شرب كمية كبيرة من المياه في السحور لايعني تخزينها لساعات النهار لأن هذه الميزة خاصة بالناقة.. مع تحيات الهيئة القومية للمياه.
*نحن لانحمل مسؤولية استمرار هذه الأزمة لفرد أو أفراد دون أن يعني إعفاء المقصرين من المساءلة والحاسبة، لأن هذه الأزمة تتجدد كل عام خاصة في فصل الصيف، والذي يهمنا هو المعالجة الجذرية.
*أذكر أنه تمت معالجة جزئية بعمل شبكة للقادرين على دفع رسوم إضافية، لكن المعالجة الجذرية تتطلب تجديد شبكة المياه التي لم تعد تحتمل التمدد الجغرافي والسكاني في ولاية الخرطوم.
*إنه لعيب كبير أن تستمر أزمة المياه بولاية الخرطوم والماء فوق ظهر أرضها محمول!!.
نورالدين مدني
noradin@msn.com