الزواج بعد هاي وكوب شاي
لست ممن يعتقدون أن الزواج بالأجنبيات (وأعني بذلك نساء الغرب) ينتهي حتما بالفشل، لأنني أعرف العشرات الذين تزوجوا بأجنبيات وكونوا أسرا متماسكة وناجحة، ولكنني أعرف أيضا أن كثيرا من تلك الزيجات ينتهي بالفشل لأنها كانت أصلا محكومة بالفشل، لكونها جاءت نتيجة نزوة.
فما يحدث في كثير من الأحيان هو أن شخصا عربيا يذهب إلى بلد أجنبي للدراسة أو للعمل، وفي الغربة يكون الإنسان ضعيفا من الناحية العاطفية، وقد يلتقي بامراه تبادله الحديث الودي وتشرب معه الشاي والقهوة مرتين خلال أسبوع واحد، فيجد فيها (ملاذا) يخرجه من وحدته، ومع فنجان الشاي الثالث يكون قد عرض عليها الزواج، وتنتهي الدراسة أو المهمة الرسمية ويحين موعد العودة إلى الوطن، وقد تتحمس بنت الخواجات لتجربة العيش في بلد عربي، وبعد بضعة أشهر تبدأ في النفخ: أففففف.. أختك قضت معنا 3 أيام متصلة! هذا لا يجوز.. أمك تأتينا كل يوم بطعام لا أستسيغه وأنت تجبرني على أكله كي لا نكسر خاطرها.. بصراحة (مليت) الزيارات لعماتك السبع وخالاتك التسع.. لماذا لا تساعدني في غسل أواني الطعام كما كنت تفعل قبل عودتنا إلى بلدك؟.. لماذا ترغمني على الاختباء داخل غرفة كلما ضرب جرس الباب؟ لماذا تمنعني من التدخين في حضور الضيوف؟ لن أخرج معك مادمت تمنعني من ارتداء البنطلون والشورت! هذا ما يسمى (صراع الحضارات) ودعني مما قاله صمويل هنتغتون!! يفشل الزواج بأجنبيات عندما يكون الرجل غير أمين مع الزوجة الأجنبية منذ بداية العلاقة ولا يصارحها بثقافة وعادات مجتمعه وبما هو ممنوع ومسموح به حتى تقبل به أو ترفضه وهي (على بصيرة).
إعلان
وغالبا ما يكون أمثال من يعتبرون قبول خواجية تناول بضع فناجين شاي معهم دليل حب، ثم يتورطون في الزواج، يتصرفون أمامهن قبل العودة إلى الأوطان كأشخاص «متحضرين» بالمعايير الغربية: تشرب الست سجائر أو نبيذ؟ عادي.. تنزل البحر بمايوه قطعتين؟ ما فيها شيء، ويعودون إلى «بلاد العرب أوطاني»، فتسمع الزوجات للمرة الأولى كلمة «عيب» تتردد كلما مارست الأشياء التي كانت «عادي، وما فيها شيء»
عندما سافر أكبر أولادي إلى نيوزيلندا للدراسة الجامعية جلست معه لأحدثه حول مثل تلك الأشياء وقلت له: لا تحسب أن كل من تبتسم لك تحبك.. ولا كل من قالت لك هاي على مدار أيام الأسبوع (مشروع زوجة).. وقاطعني الولد بكل وقاحة: كفاية يا أبوي (ولد متخلف ولا يناديني دادي أو بابي رغم أنه نال تعليماً إفرنجيا).. كفاية.. واطمئن من ناحية واحدة وهي أنه لو وقف طابور من بنات الخواجات وقلن أنهن سينتحرن جماعيا لم أتزوج بواحدة منهن، وصدرت مناشدة لي من مجلس الأمن بمنع المذبحة، أو اختطفتك جماعة إرهابية وقالت إنها ستصفيك جسديا ما لم تقنع ابنك بالزواج من واحدة من البيضاوات أولئك، فإنني بلا تردد سأشجعهن على الانتحار… يعني لن أتزوج بخواجية لأنني أصلا (متخلف) أكثر منك، وأمي متخلفة أكثر مني ومنك
وأنا -والكلام لا يزال لولدي- عايشت الخواجات في لندن من قبل ولا أعتقد أن التجربة كانت ممتعة! ثم ذكرني بحكاية كنت قد نسيتها: عندما انتقلنا إلى لندن في منتصف التسعينيات سجلوه في مدرسة ثانوية مختلطة وكان يعود منها كل يوم وهو يشتكي من قلة حياء البنات، وركب رأسه وانتقل إلى مدرسة كلها ذكور وسألته: كيف المدرسة الجديدة فقال: أقل سوءا من المختلطة بنصف درجة.
jafabbas19@gmail.com
اكتب جمله مفيده انت ما عارف السودانيين حساسية ومابحبو الزول البطنقع عليهم بالحديث عن نفسو ويقفل نفسهم من الفهم