من الذي “أكّلنا الأوانطة”؟!
والي النيل الأبيض “كاشا” قال في تصريح تناقلته الصحف أمس الأول إنه قد انتهى (زمن الكذب والاستهبال السياسي). والحديث معناه واضح، ولا يحتاج إلى تفسير بقدر ما أنه يحتاج إلى قوسين يحصران لنا بـ(الظبط) الفترة الزمنية التي مورس فيها علينا الكذب والاستهبال السياسي، لأن فرضية أن يطلق الكلام من غير تحديد فهذا معناه أن الفترة الماضية مارس علينا فيها بعض من يحكموننا الكذب والاستهبال السياسي، وهو خصم كبير وخطير ومؤثر من سنوات عمر الذين كتب الله أن يكونوا مواطنين مورس عليهم الكذب بوعود زائفة وأحلام طائرة لا وجود لها على أرض الواقع.. أما حكاية الاستهبال دي فكوم براه لأن الذي يستهبلك هو ذلك الذي يبيعك أوهاماً مغشوشة ويكسب تأييدك وثقتك وفي وجهه ابتسامة ووراء ظهره يمسك بيده خنجراً مسموماً!!
صحيح، حديث “كاشا” مفاجئ وصارم، لكنني أحسبه حقيقياً لمس فيه الحرج تماماً وضغط عليه بكل قوة وعنف، لكن أن نواجه الحقيقة بهذا الشكل أفضل ألف مرة من أن نظل داخل دائرة التوهان بلا نقطة بداية ولا نقطة وصول.. ويبقى السؤال المهم الذي أجابته قد تختلف من شخص إلى آخر حسب معاناته وتفاصيل تجربته: من هم الذين كذبوا؟ ومن هم الذين استهبلوا؟! وإذا كان “كاشا” حصيفاً حريفاً واكتشف هؤلاء فما مصير بقية الولايات التي مؤكد هي الأخرى تعج بالكذابين والمستهبلين الذين يجيدون التسويق لأنفسهم تماماً فأصبحوا بقدرة قادر أرقاماً على خارطة المناصب والمسؤوليات؟! بالمناسبة الحديث الذي أدلى به والي ولاية النيل الأبيض هو نتاج طبيعي (للعبة الكراسي) التي حدثت في تعيين ولاة الولايات، وأحسب أنها نتيجة أكيدة ومتوقعة للتعيينات التي كان يرفضها البعض ويعدّها خنقاً للديمقراطية، وقد كنت ولازلت أظن أن تعيين الولاة هو ضربة لمعقل الكذب والاستهبال السياسي لأنه عندما يكون الصندوق الانتخابي هو رهان المفاصلة لاختيار الولاة فذلك ما كان سيعيد ذات الوجوه وبعضها يعرف من أين تؤكل الكتف!!
في العموم حديث الوالي “كاشا” الذي تزامن معه حراك حقيقي لبعض ولاة الولايات، والأخبار ترد إلينا أن والي القضارف قد سجل زيارة مباغتة إلى المستشفى العام، ومؤكد أنه قد اكتشف خلالها بلاوي يشيب لها الولدان، وثمة أخبار من كسلا عن كشف تجاوزات للوالي السابق.. كلها أخبار تجعلنا نتفاءل أن الفترة القادمة ستكون أفضل بكثير مما مضى رغم قسوة ما سينكشف من تجاوزات وفساد وكذب واستهبال سياسي، ورغم قسوة أن نكتشف مقدار كم وكيف أننا كنا “مدقسين” و”مأكولين أوانطة”.. كل ذلك يهون إن تحسس المواطن جدية في القول والفعل وإرادة لجعل الماضي درساً نتعلم منه في المستقبل.
{ كلمة عزيزة
دار لغط كثيف الأيام الماضية حول الأزياء التي ارتداها بعض فناني برنامج (أغاني وأغاني)، والنقاش انقسم إلى فريقين، بعضهم يرى أن الفنان ينبغي ألا يُحاكم أو يُسأل عن ما يلبسه باعتبار أن هذه قناعات شخصية، والحكم يفترض أن يكون حول منتوجه الفني فقط.. والبعض الآخر يرى أن الفنان يجب أن يكون مسؤولاً وواعياً لـ(اللوك) الذي يظهر به باعتبار أنه غالباً ما يمثل قدوة لجيله والمعجبين بفنه، والمعركة الكلامية يبدو أنها ستظل دائرة بين الطرفين والفنانين يسووا في سواتم!! ودعوني أذكر حادثة حدثت قبل أسابيع والدنيا قامت ولم تقعد في دولة المغرب الشقيق عقب حفل غنائي للفنانة العالمية “جنيفر لوبيز”، غضب عليها المغاربة لأنها ارتدت ملابس لم تراع تقاليد المملكة ولم تراع الذوق العام.. هذا هو الحال بالنسبة لـ”جنيفر لويبز” التي يعدّ اللبس والإكسسوارات شيئاً أساسياً في ما تقدمه من استعراض.. طيب شنو البجبر فنان يلبس محزق أو يفرد شعره وآخر يلبس بنطلون ليموني؟ وكله كوم وأبو بدلة صفراء كوم براه.. والبرنامج غنائي وطربي يراهن به من أعدوه على الفن الجميل.. في العموم هذا الموسم حتى الآن سقط كثير من المشاركين في امتحان الغناء والأناقة كمان.. ويا ربي لا تعولقنا ولا تبهدلنا.
{ كلمة أعز
من هو صاحب القبضة الحديدية في برنامج (أغاني وأغاني) الذي يفرض وجود “مصطفى السني” و”فاطمة عمر”؟!!
بالتوفيق ايها الوالي
شكرا ام وضاح