مصطفى أبو العزائم

الثروة الحقيقية بين يدي نهار..!


مفتاح أي حزب هو الفكرة التي يقوم عليها والفلسفة التي يؤسس عليها نشاطه ثم يجيء بعد ذلك أثر القيادة وروح القائد.. وشاء الله تعالى أن أتعرف عن قرب منذ سنوات على عدد من المنشقين من حزب الأمة لأسباب موضوعية تمكنوا من إقناعي بها, وما كان لي أو لغيري إلا إحترام رغبتهم في الانفصال والتأسيس لعمل سياسي يبعدهم عن الأطر التي تمنع التمدد, والأسقف التي تمنع التحليق عالياً بالفكر أو المبادرة, وتضع حداً للطموح الفردي داخل الحزب بما يؤكد احتكار القيادة والسلطة معاً لمجموعة أو شخص كل مؤهلاته (الصدفة) أو (النطفة) مثلما كتبنا عن ذلك من قبل, لكن الأغلبية أبدت أعجابها بذلك الطرح, حتى أن صديقنا سفير اليمن السابق بالخرطوم الأستاذ صلاح العنسي قال إن العبارة أعجبته ودونها ضمن ما يصادفه من تعبيرات منسوبة لقائلها وأنه سيضمّنها كتابه الذي سينقل فيه تجربة عمله بالسودان.. (!)
استمعت لما قاله بعض الخارجين عن حزب الأمة (القومي) بزعامة السيد الصادق المهدي, حتى لبعض آراء من هم ركائز أساسية في أسرة الإمام المهدي الكبيرة, ولقيادات حزبية من بينها الأخ والصديق الراحل الأستاذ الزهاي إبراهيم مالك, وآخرين من أبرزهم الأخ الدكتور أحمد بابكر أحمد نهار, وقد أسس كل من الرجلين حزباً حمل اسم الأمة الذي توزعت تعريفاته ما بين (إصلاح وتنمية) و (فيدرالي) و (قيادة جماعية) وغير ذلك من مسميات في أكبر (تسونامي) إنقسامات يضرب الحزب الكبير بعد إنقسامه الأشهر في ستينيات القرن الماضي بخروج السيد الصادق المهدي عن قيادة عمه الإمام الهادي المهدي- رحمه الله- حيث أصبح للحزب جناح يحمل اسم الإمام الهادي وآخر يحمل اسم السيد الصادق.
ذات الأسباب التي قادت السيد الصادق المهدي للخروج على عمه وقتها هي ذات الأسباب التي قادت الذين تمردوا للخروج عليه في ذلك (التسونامي) الذي شتت الشمل الحزبي في كل الاتجاهات.
معرفة كاتب هذه المادة بالدكتور أحمد بابكر نهار قديمة, وقد تجعله قريباً من التعرف على قدراته التنفيذية وادائه المتميز في العمل العام, هذا غير مهمة الصحافة في مراقبة الاداء العام للمسؤولين والتنفيذيين, وكنت عضواً بأحد المجالس الاستشارية للسيد الدكتور نهار عندما كان وزيراً للنقل, وهذا يقرب صورة (التنفيذي) أكثر في جوانب شخصية الدكتور نهار, غير الجوانب الأخرى السياسية أو الانسانية, وقد لا ينسى كثيرون ومن بينهم السيد الإمام الصادق المهدي أن الدكتور نهار كان أول من زاره في محبسه بسجن كوبر بعد اعتقاله في زيارة صحبه فيها السيد عبد الحفيظ الصادق, الأمين العام للأمة الفيدرالي, والسيد أحمد الطاهر حمدون من المؤتمر الشعبي.. ولا ينسى الناس كما لا ينسى مراقبو الشأن السياسي, ردة فعل الدكتور نهار وحزبه عقب هبة سبتمبر عام 2013م, إذ أكد الحزب على أن حق التعبير حق مشروع ومكفول بالدستور معلناً تضامنه مع المطالب الشعبية المشروعة وأدان في ذات الوقت كل أشكال العنف والعنف المضاد, ورفض حزمة الاصلاحات الاقتصادية.
جاء ذلك في وقت صمت فيه الكثيرون خاصة عندما علا صوت الرصاص, وغاب كثيرون خلف دخان الحرائق التي طالت مرافق ومبانٍ كثيرة.
الآن جاء الدكتور نهار وزيراً للعمل والاصلاح الاداري, وهو – حسب معرفتنا به – صاحب رؤية قديمة في تحريك الطاقات, ونحسب أنه سيكون من المجتهدين والناجحين بإذن الله تعالى في التنفيذ والتطبيق الحازم لسياسات الدولة المعلنة في محاربة الفقر والبطالة وتشغيل الشباب, فهذه الوزارة تهتم بأغلى ثروات البلاد.. الانسان.. وتعمل على الارتقاء بواحدة من اسمى القيم.. العمل.
نقول للوزارة مبروك.. وللوزير: أعانك الله.


تعليق واحد

  1. نقول للدكتور مبروك .. ,إذا كان (اعمدة وعمد ) الصحافة بالوطن كل يوم يطلعونا (كيت) ويكتبون عن أصدقائهم الوزراء والسفراء ووزراء الدولة و و .. فخلي الباقي عشاك يامواطن.. يا .. الصحافة الصاح تصحح وتشارك وتشير وتحقق . أين وزارة العمل من التدريب والتأهيل أين مكتب العمل الخارجي من المغتربين وأين وأين .. وزارة بحجم وزارة العمل مشغولة بحجج النقابة مع الوزيرة وحجج النقابة في موسم الحج وحجج النقابة في موسم العمرة .. والصحافة عايزة عمرة وحتى عموري 3 سنوات. يا مصطفى تأخر الوطن كثيرا بتأخر الصحافة اكثر من 30 جريدة سياسيه تجلد في المواطن صباح مساء ..الانقاذ شيدت مشاريع كبيرة في كافة المجالات فقط الادارة والرقابة والصحافة الصاح هي المراقب الاول ورجل الخط وتتبع الاخطاء والمشاركة في التصحيح وليس التجريح