صلاح حبيب

أولاد أم درمان (2)

تحدثنا في الحلقة الأولى أمس عن أولاد أم درمان وتميزهم وطيبتهم ونصرتهم للضعفاء والمحتاجين، أولاد أم درمان ليس جميعهم من ولد بها ولكن كل من جاء وتشرب بأدبها وتقلقل في مفاصل مجتمعها أصبح من أولاد أم درمان، مثل الأستاذ “حسين خوجلي” الذي يفخر ويفاخر أنه من أولاد أم درمان رغم أنه جاءها وهو في المرحلة الوسطى أو الثانوي، ولكنه أصبح من المدافعين عن تلك البقعة فعرفها أكثر من أهلها. وهناك كثيرون جاءوا من ولايات السودان المختلفة وسكنوا أم درمان وأصبحوا من أهلها ليس بالميلاد ولكن بالتجنس، وأولاد أم درمان خرجوا من بيوتات وحيشان لأن معظم أم درمان كانت تعتمد على الحيشان في حياتها. وما من أسرة وإلا كانت داخل حوش يقطنه عشرات الأسر كل أسرة تمنح غرفة وحوش ويعيش الأولاد في الصالون حينما يكبروا وتلك الحيشان خرجت فطاحلة في العلم، ومن أمثال تلك الحيشان حوش أزرق وحوش أحمد ود دفع الله وحوش الشفايعة وحوش السواراب وحوش ود الإدريسي وغير ذلك من الحيشان التي خرجت أولاد أم درمان وأصبحوا الآن علامات بارزة في المجتمع، تعرفهم بخصالهم السمحة وأدبهم الجم ولطفهم وذوقهم. وأولاد أم درمان هم من قطنوا ودنوباوي وود البنا وأبوروف وودارو والملازمين وحي العمدة شرق وغرب والركابية وبيت المال والمسالمة وفريق السوق وفريق المكي وود اللدر، وأم درمان كانت تمتد حتى الموردة وحي الكاشف وأبو كدوك وحي الاسبتالية وعبد الله خليل وأحياء كثيرة خرجت لنا هذه الكوكبة من أولاد أم درمان الذين ما أن يبدأ أحدهم بالحديث تعرفه من أولاد أم درمان إن كان داخل السودان أو خارجه. وبالأمس وقفت أمام مكتبة ببحري فوجدت شاباً التقط صحيفة (المجهر) سألته تقرأ (المجهر) يومياً تحدث إلىَّ بلطف وذوق لم أحس فيه جلافة، وحينما واصلنا الأسئلة ومن أين أنت كان من أولاد ونودباوي الأم الرءوم لأولاد أم درمان.
وأولاد أم درمان تجدهم في كل المجالات فنجد في مجال الطب “عبد المنعم الشفيع” وكل أولاد الشفايعة عماد ومأمون ومجدي وإخوانه ودكتور محمود النيل اختصاصي الجراحة ودكتور مطرف صديق، وعدلي خليل وهؤلاء من أبناء ودنوباوي. وفي مجال الشرطة نجد اللواء الهادي بشرى وصبري بشرى والبنا والعقيد بشرى الفاضل أزرق والمحامي أحمد الفاضل أزرق ورئيس القضاء الأسبق فؤاد الأمين عبد الرحمن أمد الله في عمره وفي بيت المال العميد سيف الدين عبد الرحمن واللواء صلاح، وفي مجال الصحافة كان الأستاذ عمر عبد التام أشهر صحفيي الصحافة الرياضية من أبناء ودارو، والأستاذ محمود أبو العزائم ومصطفى أبو العزائم والهندي عز الدين من أولا بيت المال وأحمد محمد الحسن وإبراهيم دقش وشيخ إدريس بركات. ومن أشهر الترزية من أولاد أم درمان مهدي الشريف ومن أشهر أولاد أم درمان في مجال الرياضة رشيد المهدية وعادل أمين إضافة إلى العمالقة الذين ذكرناهم بالأمس علي قاقارين والدحيش وبشرى وهبة وبشارة وماجد وجقدول و(صفيحة).
ومن الصحفيات من بنات أم درمان الدكتورة بخيتة أمين وعفاف حسن أمين وعواطف صديق وصباح محمد آدم ونجوى حسين .
وأولاد أم درمان كانوا يلتقون في أول سينما أقيمت بأم درمان سينما (برمبل) قديس وسينما أم درمان والسينما الوطنية وسينما العرضة وبانت.. وأولاد أم درمان لهم سحر خاص يجذبك نحوهم وتحس بالإلفة معهم فإذا أحبوك أحبوك وإذا كرهوك كرهوك والكراهية عندهم ليس بالساهل.
ونواصل

تعليق واحد

  1. كفيت ووفيت وجزيت خيرا ياصلاح حبيب فهذا يدل علي حبك وصلاحك لامدر كماسميت ..ولا تنسي ان امدر جامعة لكل قبائل السودان وجنسيات اخري كونت هذا المزيح فاصبح حبهم لها يضاهي حبهم لامهاتهم وابائهم