هل نحن.. من الرجال البلهاء؟!!
* تذكرت قصة الرجال البلهاء.. التي درسناها صغاراً ونحن في المدرسة الأولية.. ولا داعي لتكرارها لأنها معروفة.. ولأن المساحة لا تسع.. تذكرتها وضحكت.. وأنا أقرأ خبراً يقول.. (الترابي) يطالب المجاهدين بتذكير الحاكمين بالآخرة.. والخبر الثاني يقول على لسان (طه).. البلاد انتقلت إلى مرحلة جديدة ولا نحمل عصا موسى.. (!!؟؟)..
* تحسست رأسي جيداً.. فلم أجد (قنبوراً).. وتلمست أذناي وبحمدالله لم يطولا.. ونظرت (خلفي) ولم أجد ذيلاً.. فعددت من واحد لعشرة ولم أشعر بعبط أو هبالة..!!
* إذاً لماذا يصر هؤلاء على أننا رجال بلهاء.. بدأت أشك، هل نحن فعلاً كذلك..!! وإلا لماذا استمروا كل هذه السنوات جاثمين على صدورنا.. ثقيلين جداً على أكتافنا.. وقلوبنا..؟!
* يقول الشيخ الدكتور.. الذي تسبب في (انهيار) منظومة التاريخ السوداني الحديث بتخطيطه ورعايته لانقلاب الإنقاذ.. يقول (للمجاهدين).. الذين حاربوا في الجنوب.. وانفصل الجنوب.. يقول لهم.. ذكِّروا الحاكمين بالآخرة.. ومحذراً من فتنة المال..؟!.. ترى يا شيخنا الدكتور هل هم في حاجة للتذكير وهم القائلون.. لا لدنيا قد عملنا.. وأصبح ثراؤهم مخيفاً من المال العام.. ومضرباً للأمثال.. وأضابير المراجع العام تشكو لطوب الأرض منهم..!! وهم الذين كانوا يتضورون جوعاً.. ويعانون مسغبة.. وترتجف منازلهم عند هطول المطر.. ويكرهون فصل الخريف.. وهل المجاهدون الذين التقوا في الأحراش.. حافظوا على وحدة البلاد حتى يطلب زعيمهم المحافظة على ما تبقى منها.. والذي خرج مغاضباً.. وسُجِن متهماً.. بعد أن خطط ليطيح برفقاء الدرب.. وكأن الإسلام صار محتكراً لفئة.. وباقي القوم من الشعب كفرة.. ومردة.. ترى من أمَّرهم.. (ليحكمونا) سوى شهوة السلطة.. والمال وهما طريقان تاريخيان لمتع الدنيا كلها ومتاعها.. زالت بسببها الحضارات..
* والسيد علي عثمان محمد طه.. يقول إن البلاد انتقلت إلى مرحلة جديدة.. ما هو الجديد فيها (يا مولانا) بعد أكثر من ربع قرن.. ونفس الممثلين.. (والمشخصاتية).. والكومبارس على خشبة المسرح.. (والمخرج) يحرك الجميع كيف يشاء.. ولا يريهم إلا ما يرى.. (فنياً).. أما كبار الممثلين.. السابقين.. فخرجوا من المسرح إلى ما وراء الستار.. يحركون (البعض) مساعدة منهم للمخرج.. حبكة وتشويقاً.. للبلهاء من المتفرجين..!!؟
* يقول سيادته لشباب حزبه.. بضرورة الانفتاح ومد حبال الوصال مع الآخر.. ولكن يا مولانا.. من أغلق باب الانفتاح.. وقطع حبال الوصل.. خلال ربع قرن وأكثر.. ومفاتيح ومفاصل الدولة بأيدي أولاد (المصارين البمبية) وشيوخهم.. وحتى التناسب.. والأحفاد..!
* عضوية الحزب.. حكراً عليكم.. نعم.. ونعيم الدولة والحزب أيضاً.. والبقية التي تخرج إلى الشارع وتحرق الإطارات.. بحثاً عن حقوقها في العيش الكريم.. لا يتم ضربها فقط.. بل يتم (قتلها) بدم بارد.. برصاص قنص.. كما حدث في سبتمبر 2013.. ولم تظهر نتائج التحقيقات حتى الآن.. ولن تظهر..؟!!.. الكلام هنا يطول.. يا مولانا (علي).. دعني أخاطبك بهذا اللقب.. لأننا نعرفك به وسط الأهل في الديوم الشرقية..!؟!..
* يقول (مولانا).. إن الحكومة لن تستطيع أن تؤمن للناس قفة الملاح.. خلال السنوات الخمس القادمة.. ولا الخمسين سنة المقبلة.. (طيب) يا مولانا ما فائدة وجودكم على سدة الحكم طيلة أكثر من ربع قرن.. وأنتم لا تشعرون بجوع أو مسغبة.. ولا بيتان القوا.. كالأيام الخوالي.. وكل حكومات العالم تعمل على رفاهية شعبها.. وتهتم بصحته وتعليمه.. وأكله وشربه.. (وقفة ملاحه).. وهذا من أجل وأهم أهدافها.
* وهذا لعلمي.. من أساسيات المشروع الإسلامي.. الذي كان حكامه على مدار التاريخ لا يشبعون إلا إذا شبع العامة من الطعام.. وفي زمن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه لم يجدوا فقيراً ليعطوه الزكاة.. فأمر رضي الله عنه بشراء الحبوب (ونثرها) في الصحاري ورؤوس الجبال حتى يأكل الطير منها.. وحتى لا يقال إن طائراً جاع في عهد ابن عبدالعزيز..
* كانت فترة حكمه لا تتجاوز السنتين وبضعة أشهر..؟!!
* هذا الإسلام بمعناه البسيط الذي نعرفه.. التواضع.. والمساواة.. والعدل..!!
* أنتم يا سيدي لا تحملون عصا موسى.. نعم.. ولا تستطيعون إصلاح الحال بعد كل هذه السنوات.. لأن الأنفس (الكثيرة) تعودت على الشُّح..!!
* أنتم تحملون (عصياً) من نوع آخر.. تساعد على أشياء أخرى..؟!
* قريباً نواصل..!!