ويشتم الضيف المضيف!!
ثلة من قيادات الاتحاد الوطني السوداني نزلت في ضيافة رمضانية عند المفكر والكاتب والوزير الأسبق د. “منصور خالد” من أجل حوار عميق بين جيل شبابي يتوثب لغد لا يعرف هل يكون أفضل من اليوم أو أسوأ!! وجيل آخر انصرف عن المشهد السياسي والتنفيذي لكن في جعبته معارف وتجارب وخبرات، من حقه على الجيل الشبابي الحالي أن يبذلها مشاعة كتجربة لرجل تولى منصب وزير الشباب والرياضة ووزير الخارجية، وأمضى سنوات في دهاليز المعارضة المدنية والمعارضة المسلحة حتى انقسم السودان لدولتين، وآثر “منصور خالد” أن يبقى في الدولة الأم دون لعن الدولة الوليدة أو مجافاتها ومباغضتها مثل الآخرين.
رئيس الاتحاد الوطني د. “شوقار” شخصية تحظى باحترام وسط قطاعات عريضة من الشباب المنتمي فكرياً لتنظيم الحركة الإسلامية، والمنتظم سياسياً في حزب المؤتمر الوطني والمتحالفين مع هؤلاء وأولئك.. ونيل الشاب “شوقار” احترام قطاعات الشباب له ولاتحاده ربما تقديراً لعطائه الذي يقدمه على صعيد مشروعات النهوض بسواعد الشباب التي ضاقت أمامها فرص التوظيف خاصة في الولايات والتخوم البعيدة.. و”شوقار” مزيج من غرب السودان الاجتماعي الذي وفد لمنطقة الجزيرة المروية منذ الثورة المهدية.. وثورة مشروع الجزيرة.. وشيء من ثقافة الوسط وتقاليد العاصمة بالخرطوم.
أن يطوف وفد من الاتحاد الوطني للشباب السوداني مظان المعرفة والخبرات فتلك من إشراقات فكر ومنهج “شوقار”.. وأن ينزل وفد الاتحاد ضيفاً على رجل في قامة د. “منصور خالد”.. تفتح لهم الأبواب والقلوب.. ويتداولون حواراً في الشأن العام قريباً من الفكر وبعيداً عن السياسة اليومية.. وينفض الاجتماع على الاتفاق الأدنى والاختلاف سياسياً وفكرياً، فذلك هو المطلوب في مرحلة طغت فيها أحادية الرأي.. وباتت دولة السودان يقودها أهل الفعل بعد أن توارى أهل النظر، إما لرصيف المراقبين أو لصفوف المغضوب عليهم والمطرودين من رحمة السلاطين.. اتحاد “شوقار” بعد أن أصغى لرؤية “منصور خالد” في ذلك الهزيع من الليل.. وتبادل الطرفان الرأي، عاد منسوبو الاتحاد الوطني للشباب السوداني (يشتمون) الرجل الذي استضافهم في بيته وفتح لهم قلبه.. وجعل من داره دارهم.. ومن خبرته شيئاً مشاعاً للاستزادة العلمية.
كتب الأخ “فضل الله رابح” أحد قيادات الاتحاد الوطني للشباب السوداني الذي أوفد للقاء “منصور خالد” في صحيفة “الانتباهة” إساءات وتجريح شخصي بحق الرجل.. هي ذات التهم الغليظة التي أرسلها خصوم “منصور خالد” منذ سنوات (مايو) العجاف، مروراً بسنوات التمكين في عهد (الإنقاذ)، وحتى قبة التوالي وما أدراك ما التوالي.. وصمم الاتحاد الوطني على لسان منسوبه “فضل الله رابح” د. “منصور خالد” بالعلماني والإمبريالي.. والعميل الأمريكي والرجل الذي بعثه الغرب رسولاً لهدم كعبة السودان الشريفة.. وتلك تهم رددها قبل الأخ “فضل الله رابح” آخرون من فوقه ومن تحته وكثيرون مثل “رابح” يتوهمون أنهم وحدهم يملكون البديل الرصين والفكر القويم مهما كان سيرهم بالناس سيراً قصياً.. يصدر “رابح” أحكاماً نهائية بحق رجل تجاوز إنتاجه العشرين كتاباً من حوار مع الصفوة.. ولا خير فينا إن لم نقلها.. فحتى انفصال جنوب السودان زلزال الشرق الأوسط وأفريقيا، لا تخطئ العين التي لم تصب بالرمد أن الكاتب عميق إسلامياً.. متأمل في دراساته للفقه.. وواسع الاطلاع أفقياً ورأسياً.. ومن غير “منصور خالد” ود. “حسن الترابي” في صحراء السودان القاحلة رفد المكتبة السودانية بهذه الأسفار؟! لكنه حينما يفتح داره لاتحاد “شوقار” يجد منهم فاحش القول وبذيء العبارات الجارحة، التي تفرق ولا تجمع.. لكننا في زمن أصبح الضيف إذا أكرمته أساء الأدب، وإذا احترمته غرز سكينه في كبدك.. إنها خطيئة “شوقار” ينزل ضيفاً ويشتم صاحب الدار الذي أنزله مقاماً علياً.
هذا ما زرعته الحركة الاسلامية في نفوس عضويتها و خصوصا” الشباب في فترة الانقاذ فلماذا الاستغراب اليوم ؟
عندما سمحتم لهم بتخوين مخالفيكم و استباحة اموالهم و المتاجرة في وطنية من يعارضكم طوال ربع قرن هل كنت تتوقع منهم ان يسمعوا لرأي مخالف دعك من ان يسمحوا لمن يخالفهم بأن يحمكهم و لو بالصندوق الانتخابي !!.
من يزرع الشوك يحصد الجراح .