فدوى موسى

الرينبو


لم يكن الطريق هادئاً في تلك اللحظات.. علامات التجاوب مع الحياة تلقي بظلالها على الجنبات وأواسط الطرق.. الأحوال في مظاهرها تقول إن حال البال العام مهموماً بشيء عميق مما يدعوه لأن يكون فاتر الجسد.. شارد الذهن.. فقد حملته أفكار محاولات التعايش مع الواقع المر في كل نواحيه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للوصول لحالة اليقين التام بأن كل الطرق لجعل الواقع أكثر نبلاً قد اغلقت تماماً ولم يبق إلا ان تحتقن الحالة العامة.. وتتورم لتفش غبينتها بالفرقعة والانبلاجات والانبعاجات.. ثم يهمد الرهق ويسكن التعب.. على هاتيك الحالة تبدو خطوط الأفق المقتولة بالغرق في التفاصيل الكبيرة والصغيرة.. تبدو قابلة لتمييز القزح ان كانت هناك امكانية لهذا «الرينبو» من الاتضاح والخروج للعلن.. بات كل شيء الآن في تمايز واضح للصفوف ولكن من يقف مع من.. ومن يقول النصح لمن.. إن كانت المسارب تهب هبةً ولكنها في آخر الأمر تنتزع نزعاً.. ولا تؤخذ بسلام.. أو بابتسام.. إذن من رضاء عام ولحظات من تجليات الإنسان عندما يسمو فوق تطلعاته وأجندته الخاصة ومعرفته الدقيقة.. بأن لكل شيء نهاية.. ولكل تمام نقصان.. فليكن الداخل مترعاً بنداءات «بيدي لا بيد الآخرون.. أنجْ سعد فقد هلك سعيد..» وتظل خطوط قوس قزح تنتزع من بين ضباب الأجواء القائمة وبزوق الشمس، أو عندما تكون الظروف العامة خاصة بذلك.
٭ الانغلاق مع الذات!
حالات غياب العقل أو تغييبه يعرفها أناس بعينهم.. تعميم تفاصيل أوهامهم من استيعاب الحقائق المجردة.. فيغرقون في شبر تصديقهم لأوهامهم هذه.. خذ مثال بعض الساسة والمتسلقين والمتسلقات يغلقون الأبواب أمام التحليلات الواضحة للأحداث العامة على فرضية ان كل شيء في المسار الذي يتماشى مع أحلامهم حيث يعمدون لتفسير الواقع على خطى الأحلام حتى يتواءم مع خيالاتهم التي كثيراً ما تكون مريضة وموغلة في المرض..
فهؤلاء المرضى لهم قدرة خارقة على تصديق ما يدور داخلهم على أنه حقائق مسلم بها.. وينكرون بها طلوع الشمس من رمد عيون رغباتهم.. ولكن العلة الكبرى تكمن في أن هؤلاء يتشربون بالإنفلات على ذواتهم مما يدعوهم للتعدي على حقوق الآخرين الأصلاء.. والعمل على أقصائهم بمبرراتهم الواهية ..التي تمثل لدواخلهم خطاً أحمراً وألقاً أحمراً «فيا هؤلاء.. أصحوا وقللوا من درجات تصديقكم لأوهامكم».
٭ وهمة زول
قد يكون «الزول».. «أي زول» معتقداً في نفسه أكثر مما يعتقد الآخرون فيها أو معولاً عليها أكثر من الآخرين وبدرجة ما يمكن القول «مالو.. ثقة في النفس» ولكن من أبواب أخرى عندما تلامس هذه الفرضيات حقوق الآخرين يحق عندئذٍ أن يوقظ هذا الواهم من وهمته فقد دخل في «زون» الآخرين.. وتعدى السياجات الواجب احترامها.. صدقني أيها الواهم انا أتعجب من قدرتك الفائقة على تصديقك لرجع صوت نفسك وصدى أحلامك في مكان اعلامك حتى أنك تبدو كمن يتلبس الثوب في غير مقاسه أو من ينفصل بزاويا منفرجة عن واقعه !! لدرجة القول بأنه شخص يعاني من انفصام الشخصية.. لكن أقصى درجات الوهم ان يدخل الموهوم نفسه في أدق تفاصيل الآخرين ليقول لهم.. هآنذا أتجاسر عليكم ، و أمارس معكم اللعب على الحبال أو أتلاعب عليكم بالألفاظ.. «صحصح يا وهم».
٭ آخر الكلام
«عبدو» عندما كان صغيراً وشاطراً !! طرده المعلم المحب للمال من درس العصر عشان ما عندو رسوم الدرس .. ومن غبنه سقط في طريق العودة عدة مرات.. مرت الأيام وكبر «عبدو» ولمع في جانب من الحياة.. إتصل عليه ذات المعلم يريده ان يدعمه في عمل ما.. سخر «عبدو» من القدر ومن المعلم المحب للمال..
مع محبتي للجميع