نور الدين مدني

المناشط الشبابية والإدوار المغيبة


*كثيراً ما نعجب ببعض التجارب الاجتماعية التي تحدث في العالم من حولنا، كنا نطبقها في حياتنا العامة قبل أن يتراجع الاهتمام بها وتحدث هذه الهوة السحيقة بين الأجيال.
*أقول هذا بمناسبة نجاح مبادرة المنتدي الأدبي السوداني في سيدني في دفع الحراك الاجتماعي التربوي نحو الاهتمام بالأجيال الصاعدة من أبناء وبنات السودانيين الذين استلموا زمام المبادرة بأنفسهم.
*بدأت تتبلور وسط أبنائنا وبناتنا في سدني خطوات عملية نحو نشاط اجتماعي وثقافي يجتهدون في تنفيذه بأنفسهم/ن لتنمية وتطوير قدراتهم/ن ومهاراتهم/ن وصقلها خلال مناشط ثقافية وفنية ورياضية حية.
*لن أركز حديثي في نجاح هذه المبادرة في سدني، لكنني قصدت التنبيه مجدداً إلى أهمية مثل هذا الحراك الإيجابي نحو الأجيال القادمة في بلادنا خاصة في ظل تنامي حالات الاستقطاب المنظمة لأبنائنا وبناتنا واستدراجهم/ن للانضمام للحركات المتطرفة والإرهابية.
*قلنا إن مجتمعاتنا كانت عامرة بهذه المناشط قبل أن تختفي بسبب المشاغل المادية وضغوط المعيشة وضعف الروابط الاجتماعية والأسرية وانتشار وسائط التواصل الإلكترونية التي شغلت غالب وقتهم/ن بعيداً عن الرعاية اللازمة، بعد أن فقدوا الأنشطة التي كانت تجمع بينهم/ن في الهواء الطلق وتحت أعين وبصر الأباء والأمهات وأولياء الأمور.
*نقول هذا كي نشد الانتباه مجدداً نحو الناشئة والشباب الأكثر حاجة للانخراط في الحياة الاجتماعية العامة بشكل إيجابي بدلاً من تركهم/ن فريسة سهلة للمغامرين من كل حدب وصوب، بعضهم/ن يجذبهم/ن نحو التطرف والغلو والبعض الخر يجذبهم/ن نحو الانحراف والرذيلة، وفي كل شر مستطير على مستقبل الأجيال الصاعدة.
*إن مسؤولية إحياء المناشط الاجتماعية والرياضية والثقافية والفنية وسط الشباب والناشئة مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات الدينية المجتمعية والأندية الاجتماعية والثقافية والرياضية التي أصبحت في حد ذاتها في حاجة إلى إحياء.
*غيبت الساحات العامة التي كانت تتيح للشباب في الأحياء ممارسة كرة القدم ـ وإن بِـكُرَةِ الشراب – كما اختفت الأندية الاجتماعية التي كانت تتيح لهم مساحة لإقامة مثل هذه المناشط.
*حتى الأندية الرياضية أهملت الاهتمام بالمناشط الرياضية الأخرى وغيرها من المناشط، عدا رعاية الناشئين لإعدادهم للانضمام للفريق الرياضي، والنشاط الرياضي نفسه أصبح ساحة للبيع والشراء وبذر بذور العصبية الكروية على حساب التربية الرياضية القويمة.
*لن نمل الدعوة للاهتمام بالأجيال القادمة الأحوج للرعاية وتنمية قدراتها ومهاراتها في شتى مجالات الحياة العامة.