جهاز الأمن.. (هات المليار التالت)
درج جهاز الأمن والمخابرات الوطني منذ عدة أعوام سابقة، على تغيير ما قرّ في أذهان الناس من صور سالبة عن أجهزة الأمن بعامة وخاصة في دول العالم الثالث ومنها دولتنا السودانية، وقد اتخذ لذلك سبلاً عدة غض النظر عما أصابه من نجاح أو فشل فيها كلها أو بعضها، منها افتتاحه لمكتب استعلامات قال إنه لربط الجهاز بالجمهور عبر تلقي شكاواهم وملاحظاتهم واستفساراتهم، ومنها تواصله مع فئات وشرائح مختلفة من المجتمع، مثل الفنانين والرياضيين والأدباء والشعراء إلخ، وإقامة حفلات التكريم لبعضهم، وسيراً على هذا النهج أيضاً بدأ الجهاز منذ نحو سبع سنوات يعلن عبر الصحف والأجهزة الإعلامية الأخرى عن وظائفه التي يرغب في ملئها للعمل في تخصصاته وفروعه المختلفة، ولم يكتف الجهاز في تواصله مع فئات المبدعين بحفلات التكريم الرمزية وإنما اتبعها بمساعدات مادية متى ما اقتضت حاجة أحدهم، ولعل من أبرز ما قدمه في هذا المجال هو تخصيص احدى طائراته وأحد كبار ضباطه العظام لمرافقة الفنان محمود عبد العزيز (رحمه الله) الى الأردن للاستشفاء، وربما كانت هي نفس الطائرة التي عادت وعلى متنها جثمان الفقيد، ومثل هذا الذي فعله مع الفنانين فعله كذلك مع الرياضيين، حيث دأب على تقديم العون المادي والعيني لعدد منهم ولعدد من الأندية والبنيات التحتية الرياضية كذلك، بل بلغ به الحال في هذا المجال أن تبنى رعاية فريق الخرطوم ليصبح اسمه الجديد الخرطوم الوطني، وبفضل هذه الرعاية التي وفرها له الجهاز فإنه الآن ينافس بقوة على صدارة الدوري الممتاز ويزاحم فريقي القمة الهلال والمريخ بشدة، ثم ها هو أخيراً والمؤكد أنه ليس آخر مساهماته يهدي عدداً من الجامعات عدد خمسة عشر ألف مرجع علمي.
غير أن أكثر ما حزَّ في نفس الكثيرين وأنا منهم، أن آخر هدايا وعطايا الجهاز والمتمثلة في مبلغ المليوني جنيه (المليارين بالقديم) التي تبرع بها لفريقي الهلال والمريخ، لم يتذكر الجهاز الفريق القومي اليتيم الذي يستحق الدعم والمؤازرة قبل غيره، ليس فقط لأنه فوق كل الأندية بل لكونه الأكثر حاجة للدعم المادي، فبينما نجح فريقا الهلال والمريخ في إقامة معسكرهما التحضيري لمقبل المنافسات التي يخوضانها، فشل اتحاد الكرة ومن قبله وبعده الحكومة في تدبير المبلغ الذي يمكن الفريق القومي من إقامة معسكر خارجي رغم أنه أيضا تنتظره منافسة شرسة، وكان المأمول من الجهاز حين فكر في دعم الأندية التي تخوض منافسات باسم الوطن، أن يفكر أول ما يفكر في الفريق القومي، ولكن لم يشذ الجهاز عن كل الطاقم الحكومي في تجاهله للفريق القومي، وعلى كل حال يمكن للجهاز أن يستدرك ما فات، فليس المليار الثالث بكثير عليه فمن الواضح أنه يتمتع بمقدرة واستقلالية مالية تمكنه من فعل ذلك بأعجل ما تيسر.
من راتبنا الحزين والم السوق يبدد مالنا بقوة السلطة والصامتين صابرين شكيناهو على اللة فى حقنا شكيناهو على الله ولا نعفى له المنا ليضع لكم صورة من ظاهرها فية الرحمة ومن داخلها الام
هو دا جهاز امن ولا شركة استثمارية هم قعد يجيبو القروش دى كلها من وين ؟