داليا الياس

منابع الإبداع والإمتاع

إن رمت _ فى ليالي رمضان العامرة_ مساءً مختلفاً زاخراً بالإبداع والإمتاع، فاسلك إليه برفقة وزارة الثقافة/ ولاية الخرطوم طريقا.. ورافقهم في فعاليات دوري الأندية الثقافي الراتب وهم يتنقلون بينها بكامل الالتزام والرعاية والاهتمام.

والشاهد أنهم يظلون في هذه الوزارة العزيزة يحرصون في كل عام على إقامة تلك الفعاليات التنافسية في شتى مجالات الثقافة والفنون مابين المديح النبوى الجليل والغناء بمختلف مشاربه ودوحات الشعر والدراما والخطابة والتراث والمعارض الفنية ومواهب الأطفال.. ويجتهدون في ألا يحول بينهم وبين تلك العادة الحميدة حائل.. لذا تجدهم قد أصروا خلال رمضان الحالي على قيام تلك الفعالية رغم ما كانت عليه البلاد من مشغوليات بسبب تداعيات الانتخابات وضيق الوقت التنظيمي.

وهاهم.. يحفوننا بتلك الليالي البديعة.. ونحن نتنقل في معيتهم مستجيبين لدعوتهم الكريمة بأن نكون جزءاً من لجنة التذوق المعنية بتقييم الفقرات المقدمة.. وفي كل ليلة تجدونني منغمسة كلياً في الدهشة والسعادة والاستمتاع بتلك الإشراقات الرائعة التي تفاجئنا بها الأندية.. ناهيك عن الحفاوة البالغة وحسن الاستقبال والحميمية النبيلة التي تنتظم الجمهور في كل مكان وهم يتحيزون لناديهم المعني ويمعنون في تقديم أفضل ما لديهم وعكس أجمل الصور.

وفي غمرة اندهاشى أتساءل عن مصير تلك المواهب الفذة؟ وأظل أعقد المقارنات غير المتكافئة بينهم وبين أنصاف المواهب الذين يملأون كل المساحات ويخرجون علينا عبر كل الشاشات ووسائل الإعلام بإمكانياتهم الفقيرة التي لا توازي ما نراه كل يوم في إطار هذا الدوري الثقافي.

فلماذا لا تجد مخرجات هذا الدوري العناية الكافية من الجهات المعنية بصناعة النجوم إن وجدت؟. ولماذا لا يكون دوري وزارة الثقافة هذا المرجعية الأولى لرؤوس الأموال والملحنين والمخرجين ممن يعملون في مجال توظيف المواهب واستثمارها؟

شباب مبدعون.. وأطفال موهوبون حتي النخاع وفقرات مختارة بعناية وحضور مقدر وإهتمام بالغ من إدارات الأندية وإخراج جميل وعمل منظم وتاريخ عظيم لهذه الفعالية الرمضانية التي تستحق عليها وزارة الثقافة الاحترام والامتنان.

ويستحق الزملاء الإعلاميون الشكر الجزيل على حرصهم على الحضور والمتابعة حتى الساعات الأولى من الصباح على أمل أن ينجح ما يعكسونه في لفت الأنظار لكل هذا الجمال.

والتحية لأهل الوزارة جميعاً لاسيما المكلفين بتفاصيل هذا الدوري من موظفي إدارة الثقافة الذين يوالوننا بالمتابعة والعناية والاهتمام وتوفير كل ما يلزم بصورة ممتازة وبكامل التهذيب والبشاشة.

وخالص التحايا للثنائي الهميم الأخوين (ماجد السر) مدير الإدارة العامة للثقافة الذي يسبغ على تلك الليالي الكثير من الألق والحيوية وفي معيته (علاء الدين الخواض) مدير الإدارة العامة للسياحة والتراث وهم يحرصون علي حضور كافة الفعاليات منذ وقت مبكر ويقفون علي كل صغيرة وكبيرة ويتفاعلون بكل تواضع وأريحية مع الجميع فيقدمون نموذجاً طيباً لما يجب أن يكون عليه أهل الاختصاص حين توافق مناصبهم هوى في نفوسهم ويحبون مهامهم الرسمية فيبدعون فيها ويأتينا خراجها إبداعاً وإمتاعاً من منابعه الرئيسية .

تلويح:

شكراً لزملائي الكبار _كل في مجاله_ في لجنة التذوق وهم يمنحونني عصارة تجاربهم الطويلة ويدللون وجودي بينهم ويعلمونني أبجديات التذوق المحايد بكامل الالتزام والصدق والتواضع.