محمد حاتم الذي يهوى العزف على البيانو والفروسية.. هل يضبط إيقاع وطني الخرطوم ؟
خمسة أشهر فقط أمضاها الإعلامي محمد حاتم سليمان في منصب المستشار الإعلامي في القصر الرئاسي وناطقاً باسم رئاسة الجمهورية، وقبلها أمضى ذات الفترة سفيراً بوزارة الخارجية، بعد إعفائه من منصب مدير عام الهيئة القومية للتلفزيون، وبالأمس إرتاح حاتم من رهق القصر، حيث عين نائباً لرئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، وهو الأمر الذي يفرض تساؤلاً عن سر تقلب الرجل بهذه السرعة في المناصب وقطعاً السبب في ذلك الثقة غير المحدودة التي يحظى بها لدى القيادة، حيث تعمل جهات علي توفير موقع له وتبحث له عن الموقع المناسب.
٭ ولعل المواقع التي تبوأها يستحقها عن إقتدار كونها ذات صلة بتخصصه في مجال الصحافة والإعلام وهو خريج جامعة أم درمان الإسلامية كلية الآداب، كما عمل بالإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، إدارة النشر والمعلومات، ومنها التحق بإعلام الدفاع الشعبي، ومديراً لأمواج للإنتاج الإعلامي التي كانت تنتج البرنامج ذائع الصيت «في ساحات الفداء».
٭ لكن حاتم الذي يهوى العزف على البيانو والفروسية والقراءة في تجربة جديدة هذه المرة وذات بعد سياسي عميق، علاوة على ذلك في ولاية هامة وفيها كثير من التقاطعات مثل الخرطوم التي تشهد مرحلة جديدة بتعيين أقرب أهم رجال الإنقاذ «عبد الرحيم حسين» والياً عليها، فهل يستطيع حاتم ضبط إيقاع المؤتمر الوطني بالخرطوم الذي مر بتجربة عسيرة في الفترة الماضية وضعت الحزب في زيلية روليت الدوري الإنتخابي ؟؟
٭ لابد من الوقوف علي شخصية حاتم ومدى مواءمتها للموقع، وسر تمتعه بهذه الثقة التي يحظى بها، خاصة وأن حاتم واحداً من مجموعة ضيقة عملت بجوار رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر عندما كان مسوؤلاً عن إعلام المؤتمر الوطني في فترة مهمة، وكان معه مدير مكتب الرئيس طه عثمان ووكيل وزارة الإعلام عبد الماجد هارون، ويلاحظ أن ثلاثتهم باتوا يحظون بمكانة مقدرة، وهنا تبرز عدة دلالات قد تكون وراء تعيين سليمان وهي :
٭ أولاً : واضح أن تعيين حاتم كان متوقعاً لجهة أن الرئيس البشير ظل يدفع بأكثر الرجال قرباً له أو يتمتعون بثقته في المواقع المهمة ولطالما جاء عبد الرحيم محمد حسين «أقرب شخصية للرئيس بعد حبل وريده» والياً، كان من الضروري أن يكون نائبه في الحزب قريب من الرئيس حتي يحدث إنسجاماً ، فضلاً عن ذلك أن حاتم من البدريين وهو إبن الحركة الإسلامية . وقد ذكر في حوار صحفي أنه تعرف على الحركة الإسلامية وهو بالمرحلة المتوسطة، وأعجب بنماذج كانوا مع شقيقيه إبان أحداث شعبان 1973
٭ ثانياً : محمد حاتم له خبرة سياسية تمكنه من القيام بمهمته حيث شغل مناصب قيادية منسق عام للشرطة الشعبية، محافظاً لمحافظة جبل أولياء، مديراً للهيئة القومية للتلفزيون، مديراً لسونا. وهو نقابي حيث كان أمين عام إتحاد طلاب جامعة أم درمان الإسلامية لدورتين
٭ ثالثاً : تعيين الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين كانت إشارة واضحة إلى أن الحكومة تريد إدارة الولاية وكانها مسرح عمليات لسد الثغرات وحسم المشكلات والعمل بإيقاع سريع، وبدأ الملمح يظهر من خلال استعانة عبد الرحيم بعدد من الجنرالات لإدارة مكتبه، ومعلوم أن حاتم من المجاهدين الذين خاضوا العمليات في الجنوب إبان تمرد الحركة الشعبية، وفي كسلا وكان أول من دخلوا همشكوريب.
٭ رابعاً : المهم في تعيين حاتم هو إيجاد حل ناجع لمشكلة ظلت تؤرق المؤتمر الوطني بشكل عام وفي الخرطوم بشكل خاص وهي التعامل مع الإعلام ومحمد إعلامي من الدرجة الاولي وصحفي عمل بصحيفة «الراية» إبان الحزبية الثالثة عمل مديراً عاماً بصحيفة «صوت الجماهير» كانت في أول عهد الإنقاذ ، وعمل مذيعاً بالتلفزيون وقدم عدداً من البرامج والسهرات، والبرامج الحوارية بل أنه استضاف ذات مرة الرئيس البشير.
٭ خامساً: سليمان من المجاهدين بل وفياً لهم «إقترن بزوجة شهيد» مما يجعل الحوار مع الإسلاميين على الرصيف أو الذين تفرقت بهم السبل سهلاً مثل مجموعات «سائحون ، ود إبراهيم» وحتى حركة الإصلاح الآن وبقية التيارات الإسلامية ، فضلاً عن ذلك أن حاتم هاديء وودود ولا يعرف عنه الفجور في الخصومة أو ممارسة سياسة الإقصاء.
٭ سادساً : قدوم عبد الرحيم ومحمد حاتم يعطي إنطباعاً بأن الحكومة القادمة بالولاية ستطغي عليها وجوه المجاهدين والعسكريين والأمنيين وفي هذا تمكين للإنقاذ.
٭ ومهما يكن من أمر فإن مهمة نائب رئيس الوطني بالخرطوم ليست سهلة وتنتظره معارك ليست بأقل من التي خاضها في مسارح العمليات.
الخرطوم : أسامة عبد الماجد- اخر لحظة
عفن فى عفن شنو يعنى جابو شئ جديد