رأي ومقالات

الحقونا بوزيرة مالية ..عشان ما نموت اكتر

كانت صديقتي قد أطلقت دعوة اسفيرية لتكون الحكومة الجديدة من النساء ..يعني كل الوزراء يكونوا من حملة الاكس كروموسوم ..وتفسيرها لامر الدعوة يعود برمته الى خيبتنا المتواصلة في ناس الواي كروموسوم …خيبة بعد خيبة .. . لا انكر ان دعوتها صادفت هوى في نفسي ..ولكنني بعد ان فكرت قليلا وجدت انني لو استقبلت من امري ما استدبرت …كنت سأطالب بشئ واحد .. .. مسؤولية وزارة المالية اجعلوها من نصيب النساء …ذلك لاننا وبالتجربة والخبرة الطويلة تواتر علينا العشرات من وزراء المالية من حملة الواي كروموسوم ولم يحدث اي تقدم …فدعنا نجرب النساء هذه المرة …
واني لاستغرب لماذا لا تتحمل النساء حقيبة المالية والمرأة هي وزير مالية أي بيت في العالم ..تجدها تقسم الراتب (كيمان) …وهذا ما يسمى الفصل الاول في الميزانية وبقية الفصول ….ثانيا تجيد تنفيذ بنود الصرف من حيث (طاقية دا في راس دا ) وهذا ما يسمى الصرف على بند (الاولويات )…وطبعا تستفيد من الراجع والباقي بحفظه في بنوك بعيدة عن متناول يد لاطفال مثل (البراد البوزه مكسور) أو (كورية رمضان كريم ) وترفعها (جوة الحلة فوق راس الدولاب) وهو ما يسمى بالادخار …واحيانا تمتلك الذهب للتغطية وكدا . …والغريب والذي يمكن ان يثير كمية من علامات الاستفهام ..انه ورغم ضيق الحال ..تجدها تدبر (حق الختة) بمهارة يحسدها عليها الرجل الذي يحمل شهادة عليا في الاقتصاد …والصندوق او الختة هو الاحتياطي العام ..
نعم ادري بان النساء يشكلن غالبية عظمى من موظفي وزارة المالية …ولكن لم يحدث ان كانت على رأسها امراة .. أغلب متقلدات الوظائف بالمالية ..ينفذن سياسة واوامر عليا ..واعلم ان من بينهن من يحملن درجات عليا في الادارة والاقتصاد ..ما الذي يضير لو صعدت احداهن اعلى السلم التنفيذي هذه المرة ؟؟ ..اظن وليس كل الظن اثم … ان تواجد النساء في المالية هو ما سيجعلنا نخرج من عنق الزجاجة ..فما الدولة الا منزل كبير.. …يحتاج الى حكمة النساء وتدبير حق الختة …والتخلص من الديون …وهنا تحضرني طرفة لبلدياتي الذي كان يعمل بمصنع الاسماك في وادي حلفا ..عندما حدث ماس كهربائي ..جرى احد المهندسين لاصلاح العطل فاصابته الكهرباء في مقتل ..يقول بلدياتي (انا كمان فضلت أضرب فيهو بالخشب علشان يفك السلك )..قيل له (هو اصلا مات ..تضربه ليه ؟؟)..قال (لو ما كان ضربته كان مات اكتر من كدا )…فالحقونا بوزيرة مالية ..عشان ما نموت اكتر من كدا …وصباحكم خير

د. ناهد قرناص