فدوى موسى

ياقدير!


أجواء رمضانية برائحة الأبري وطعم العبق الهادئ المتشرب بنكهات الإيمان.. وبعض من دراما رمضانية تمثل فواصل ما بين خليط تلك الإحساسات.. والمسلسل المدبلج يشد بنيتي إليه حضوراً منتظماً.. لكن اللافت كلما دخلت أو خرجت أو مررت من أمام الشاشة طقشت أذني كلمة استرجاء أو أمل أو تمني من أحد الممثلات قائلة ياقدير).. فقلت يابتي (حلوة الكلمة دي) لترد بكل ثقة (ياماما ديل ما عندهم قدير محدد.. كل واحد منهم ليهو رب وإله..).. تنبهت إلى خطورة فكرة أن البنية الآن تتعرف على ثقافة غريبة جداً.. تخوفت بدءاً من أن تتأثر بهذه الثقافة.. أجد نفسي أقول مثل الممثلات (ياقدير).

الأبري وقدور والسوق:

يبدو أن رمضان تفوح رائحته من خلاصة الأبري وسخانة العصيدة وتختلط أصوات المآذن مع الأصوات المنبعثة من الفضائيات والإذاعات قرآن، وقراءات، وتأملت إيمانية ثم هقهقات السر قدور، وأغانيه عالية المشاهدة.. والشاهد أن رمضان هذا العام على حرارته وأجوائه الساخنة إلا أن عبق الأبري والسر قدور والتراويح تجعل المساء الرمضاني مختلف الشكل والطعم والرائحة.. وهاهي أيامه تمضي على عجل.. وهذا العجل يضطر الكثيرين لدخول السوق في الاحتياجات القادمة للعيد، والذي يكتسي فيه معظم الناس في هذا البلد بكسوة العام المدعمة ببعض المحسنات عند عيد الأضحية.. والداخل للسوق يحس بعظم غلاء الأسعار وسطوة الارتفاع الجنوني هي الألبسة والأحذية الشغل الشاغل للأطفال وتتراوح أسعارها ما بين الممكن والمستحيل والجائز.. ولكن هناك بعض المعالجات لا أدري مدى استحسان الناس لها لبعض البضاعة المباعة بالكوم والمناداة ما بين الخمس وثلاثين، والورقة المعنية بالورق هنا (الخمسون جنيهاً).. والشاهد أن النساء الأكثر تداولاً وتبضعاً من الأسواق خاصة لاحتياجات الأسر من مستلزمات المواسم الحالية.. والمحتمل أن في جوف هذا السوق عالم من البشرية غير خاضع لمعايير تحديد المقدرة على الشراء وعدمه أطياف من البشر أطياف من الأسعار ودرجات من الحرارة المرتفعة كحرارة الجيوب.. (ياقدير).. شو ها القد الوضع حامي والجيوب خالية.

آخر الكلام:

كل عام.. بذات النمط.. تعلو وتيرة الزيارة للأسواق هذه الأيام وتزداد مع ذلك حالات الارتفاع الجنوني.. والغريب أن الكثيرين كان يمكنهم التبضع باكراً بأسعار أفضل دون الركون إلى التضييق في الوقت والمال..

مع محبتي للجميع.