ذكريات (القنا)!!
* ونهرب من السياسة اليوم لأسباب لا داعي لذكرها..
*ونستعيض عن ذلك بذكريات لا أظنها (تُغضب أحداً !!)..
* فبداية عهدي بالخرطوم كانت عند عمنا شيخ عبده في حي القنا..
* وعلى الشمال منا – قليلاً – منزل والد علي عثمان محمد طه..
* وغالب أهل (الحتة) من أهلنا الرطانة الذين طال بهم المقام في العاصمة..
* ففضلاً عن عبد الله الطاهر هنالك خيري ومحي الدين وعثمان عبد المجيد وآخرون..
* فكنت تسمع اللغة النوبية تخالط (كلام ناس الخرتوم) في تمازج فريد..
* ومن ظرفاء الحي – ذوي الألقاب الغريبة- كشا مشا وود النجل ومجروس وكديس و(كع)..
* وكع هذا هو بائع التسالي بـ(الساحة) حيث تقام منافسات الروابط..
* وسبب اللقب المذكور هو صياحه بمفردة (كع) كناية عن التسالي..
* وينافسه في التجوال بين الجمهور الخزين صاحب (المايكروفون) المشهور..
* ثم هنالك العم دفع الله صاحب شجرة الأنس الظليلة أمام داره..
* وهو والد لاعب الهلال ومنتخبنا القومي السابق مزمل..
* وأذكر أننا – في فريق البرنس – تحدينا مزمل هذا وأبناء دفعته يوماً بملعبنا..
* ورغم فارق العمر الكبير بين الفريقين فقد كانت الهزيمة من نصيبنا..
* ومن ظرفاء (الحتة) – كذلك – كمال جوبا الذي كان ذا “تأتأة” تزيد من ظرفه..
* وكان من عادته- عند اشتهائنا وجبة (القطر قام)- أن يُضيف إليها ماءً كلما كثر العدد..
* فإن زاد عدد الحاضرين عن الحد بدأ في إضافة الشطة عوضاً عن الماء..
* ثم يقول قولته المشهورة (أي سح سح سحسوح يشوف ليهو طح طح طحنية ياكلها)..
* وعمنا محي الدين هو والد محمد (دكتور) صاحب القسم الذي يُردد قبل وصول (ضلوع الولائم)..
* القسم الذي نصه (أقسم بالله العظيم وكتابه الكريم ألا أخطف الضلع والخائن الله يخونه!)..
* ثم ما أن يُوضع الضلع حتى تسبق يد محمد المصري أيدي الآخرين فيتم الحنث بالقسم..
* أما من أغرب ذكريات ذلكم الزمان فقصة عشق أحد (صبايا) الحي لرفيقٍ لنا..
* كانت (يمانية) جميلة تبدو أكبر من عمرها جراء (العافية!)..
* ومن عجائب حبها أنها كانت تتبعه كظله حيثما ذهب دون أن (تشعر بنفسها)..
* تتبعه حتى وقت (تمرينه) لتقف بجوار مخبز (عشرية) تنظر إليه..
* وظن بعضنا أنه استمد سعادةً من (اليمن السعيد) إلى أن فوجئوا بنهاية (تعيسة) ..
* ونهرب منها لأسباب – كما السياسة – لا داعي لذكرها..
* ونستعيض عن ذلك أيضاً بصمت لا (يُغضب أحداً)..
* ولا يجعله يرفع في وجهنا (القنا!!).
الخوف يكون الخوف مش من قنا اليمانية من قناية الحاجة
ارجو ان يكون المقال القادم بعنوان الجبناء