(نحن يا دوب ابتدينا)!
غادر الدكتور حسن الترابي محطة الصمت، وبات يتحدث في كل شيء، دون تحفظ أو غموض.
(داعش مشروع الحوار وتطلعات توحيد الحركة الإسلامية).
على طريقته القديمة أطلق الترابي فكرة (نظام الخالف) لصرف الأنظار عن المشروع الأساسي وهو توحيد الحركة الإسلامية.
في أواخر التسعينيات جاء بكلمة (التوالي) ليمرر فكرة العودة للنظام الحزبي التعددي.
طريقة دكتور الترابي في تسويق المشاريع المثيرة للجدل تقوم على وضع كلمة ذات غرابة أو عنوان به شيء من الغموض يمثل ستارا للفكرة أو المشروع تنشغل به دوائر النقاش باحثة عن معنى الكلمة ومدلولاتها ومن تحت الكلمة أو العنوان تمر الفكرة لتصبح أمراً واقعاً!
في الوقت الذي كان ينتظر البعض مغادرة الترابي لمسرح السياسة، ها هو يدخل إليهم من الباب الأمامي بابتسامته الشهيرة وجلبابه ناصع البياض لتأسيس حركة جديدة.
وعلى خلفية الدخول يغني المغني: (تاني ما تقول انتهينا نحن يا دوب ابتدينا)!
منصور يتحدث!
ليلة جميلة قضيناها في خيمة الصحفيين مع ذكريات الدكتور منصور خالد، الرجل يتحدث بسرد ممتع وشيق يقارب الأربع ساعات لم يغادر الخيمة من الحضور إلا مضطر.
رغم الغناء الجميل للمبدعة هدى عربي في الفواصل إلا أن الحضور لم تكن لهم رغبة إلا في الاستماع لمنصور وهو يتحدث عن بداياته في الكتابة ونظم الأفكار وعلاقته بالسيد عبد الله خليل والإمام عبد الرحمن.
دكتور أحمد الصادق أدار اللقاء بحنكة ومهارة فائقة شجعت دكتور منصور على مواصلة الحكي والسرد.
اللقاء جاء تمهيداً لصدور كتاب جديد من 900 صفحة يروي من خلاله دكتور منصور خالد سيرته الذاتية.
سر الاهتمام بمذكرات دكتور منصور أن الرجل ظل لما يقارب الخمسين عاما من (حوار مع الصفوة) إلى (تكاثر الزعازع وتناقص الأوتاد) يكتب عن الآخرين، الآن جاءت فرصة للقراء للاطلاع على منصور وهو يكتب عن ذاته!
سبدرات في الساحة
من أروع برامج رمضان بقناة النيل الأزرق برنامج (زول في الساحة)، استمتعت جداً بالحوار الذي تم مع الأستاذ عبد الباسط سبدرات الذي غاب لفترة طويلة عن الظهور الإعلامي، قدم الحوار المذيع المتمكن محمد عثمان.
سبدرات متحدث مجيد وله حضور جاذب على الشاشة، تحدث بطلاقة وصدق مدهش كنت قد كتبت عنه من قبل:
عندما يتحدث سبدرات يحيل المنبر لساحة تقاضٍ فتبدو ملكاته الدفاعية كمحامٍ متمرس تمكنه أن يلعب بالبيضة والحجر دون أن تُكسر البيضة أو يسقط الحجر.. وعندما يدخل في الونسة السودانية تجده يجيد صناعة النكتة ويجيد استقبالها كذلك.. أما عندما يصمت فتجده يبدو حزيناً وقلقاً بين شجن الشعر وجدل السياسة.
تنافس بين المساجد!
تلقيت اتصالاً أمس من مواطن ببحري شكى من استخدام مكبرات الصوت في صلاة التراويح والتهجد وحتى في المحاضرات الدينية داخل المساجد.
وقال لي إنه يسكن بين أربعة مساجد لكل مسجد صلاة، ومحاضرة في أوقات متعددة، وأن في ذلك تأثيرا سلبيا على نوم وراحة الأطفال وكبار السن والمرضى.
ولتأكيد عدم صحة الممارسة قال لي إن ما يحدث في السودان لا يحدث في كل الدول المسلمة بما فيها المساجد في الأراضي المقدسة!
أجد في هذا الرأي وجاهة ومنطقا يتسقان وروح الدين الإسلامي.
للأسف وضح للعيان في الفترة الأخيرة وجود تنافس محموم بين الأسر الكبيرة بالخرطوم، بل في مرات داخل الأسرة الواحدة، تنافس في بناء وتشييد المساجد الفاخرة.
حتى الأئمة أصبحوا مثل نجوم كرة القدم لديهم فك تسجيلات في كل رمضان عبر عروض مالية وإغراءات غير قابلة للمقاومة.
من يصدق أن نقل صلاة التروايح عبر الفضائيات يتم بمبلغ مالي بعد تنافس بين المساجد في الأسعار!
أمر سيء أن تتحول الرموز الدينية لمظاهر تفاخر وتباهٍ اجتماعي يُذهب عنها بركة أفعال الخير.
صور:
الترابي- منصور خالد- سبتدرات
ممكن أسأل لماذل يتم بث صلاة التراويح في التلفزيون. ما هي الرسالة التي يودون إيصالها والله شيء غير مفهموم. ناس بتصلي أمامك كما في أي مسجد آخر. ماذا أستفيد يا جماعة بطلوا هذا العبث بصراحة حتى نقل الصلاة من المسجد الحرام أو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لا معنى لها. الأمر ببساطة لا تفسير له غير أن هذه القنوات يبدوا أن لديها فقر دم برامجي يعني ما عندها برامج اصلا ويا اللخ خلينا شنغلهم ساعة ساعتين بالصلاة.
احسن الصلاة من الاغاني والكلام الفارغ يا رادار
اتقي الله في نفسك