ويلٌ لِلعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقترب
لست أدري والله هل يعلم العرب بما يحاك لهم من كيد وتآمر من أمريكا بعد أن صنفت إسلامهم السني عدواً إستراتيجياً ينبغي أن يقضي على خطره بعد أن أيقنت بذلك منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
ليس هناك من دليل على قرار أمريكا الحرب على الإسلام السني أكبر من تسليمها العراق إلى إيران هدية مجانية ولقمة سائغة لم تصرف عليها إيران قرشاً واحداً أو قطرة دم وهي التي انفقت مليون قتيل، وما يقرب من ترليون دولار في حربها على العراق بدون أن تحصد سوى الخسران المبين.
أقول هذا بين يدي الاتفاق الأخير بين إيران والقوى العالمية الست بقيادة أمريكا والذي جاء بعد عشر سنوات من التفاوض الشاق الذي حققت فيه إيران مكاسب ضخمة أهمها إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وإرجاع أموال إيران المجمدة والتي تتجاوز 150 مليار دولار ومكاسب أخرى كثيرة تتيح لإيران في نهاية الأمر امتلاك السلاح النووي.
على أن أهم ما كشف عنه الرئيس أوباما في اعتراف مثير تأكيد أن أمريكا قد حسمت خيارها بشكل نهائي، وأبرمت تحالفاً إستراتيجياً مع إيران التي كانت تعتبرها جزءاً من (محور الشر) راجعة إلى نفس المربع القديم الذي كانت فيه إيران قبل ثورة الخميني وأيام الشاه الحليف الأكبر لأمريكا وحارسها في المنطقة.
أوباما كال خلال الحوار الذي أجراه معه الصحافي الأمريكي الشهير توماس فريدمان المديح لإيران متحدثاً عن أنها دولة ذات حضارة ضاربة في أعماق التاريخ، وتمتلك قاعدة علمية وتعليمية صلبة وشعباً راقياً، ولكنه في المقابل حين تحدث عن العرب وصف حكامهم بالدكتاتورية والفساد والتخلف وانتهاك حقوق الإنسان والعزلة عن شعوبهم.
أوباما واصل فضح الانقلاب الإستراتيجي الذي أدار فيه ظهره للعرب واحتقاره لهم فقال في رده على سؤال فريدمان حول اعتراض إسرائيل على الاتفاق، قال إنهم سيدعمون إسرائيل بأسلحة متطورة أما العرب فقد تهكم منهم متسائلاً (كيف يريدون أن نبني قدراتهم الدفاعية وكيف يريدوننا أن نقوي الجسم السياسي في هذه البلدان العربية قبل أن نقنع الشباب السني بأن هناك بدائل أخرى غير الدولة الإسلامية)؟ وواصل أوباما تهكمه من العرب (أستطيع حمايتهم من الإيرانيين لكن لا أستطيع حمايتهم من الخطر الداخلي، ولذلك عليهم إجراء التغييرات التي تتجاوب مع مطالب شعوبهم )الكاتب الشهير عبد الباري عطوان كتب معلقاً على حديث أوباما فقال إنه في تعاطيه مع القادة العرب كان كما لو أنهم تلاميذ مدرسة هو مديرها)، وقال إن من وصفوا هذا الاتفاق بأنه تاريخي لم يجانبوا الحقيقة لأنه يؤسس لمرحلة جديدة فما قبل هذا الاتفاق شيء وما بعده شيء مختلف تماماً فنحن أمام إيران جديدة وأمريكا جديدة وعرب على حالهم يعيشون الماضي ويبحثون عن الحماية من الثعلب الأمريكي الذي طعنهم في الظهر بخنجر مسموم وبات يبحث عن مصالحه في مكان آخر بعد أن ابتزهم وحلبهم حتى النقطة الأخيرة في ضرعهم واستخدمهم كورقة مساومة للوصول إلى عقول الإيرانيين وقلوبهم وقوتهم).
على كل حال فإن ما يؤكد حقيقة أن أمريكا قد حسمت خياراتها باتجاه اعتبار السنة عدواً استراتيجيا أن أوباما استخدم عبارة (العرب السنة) عشر مرات خلال المقابلة وهكذا أحسنت إيران الفارسية استخدام مبدأ التقية المخادع لتتلاعب بالعرب والمسلمين فالشيطان الأكبر هو في حقيقة الأمر الولي الحميم بل أن اسرائيل التي لطالما ظلت إيران تلهب ظهرها بالتصريحات هي في حقيقة الأمر من تفاوضه في الخفاء.
هل فهمتم لماذا تآمرت أمريكا مع طاغية مصر على مرسي، ولماذا التآمر على أردوغان؟ إنها لعبة الأمم التي تجعل العرب يتآمرون على أنفسهم بإزاحة صمام الأمان لدينهم ولأمنهم حتى يخلو الجو لأمريكا ولدولة الفرس الجديدة.
ياخال الرئبس دا مقال عبدالباري عطوان المنشور في القدس العربي زاتو شنو ياعمك اﻻختﻻس وصل الفكر والمقاﻻت برضو افلستو للدرجه دي ارجع الفضل لاهله او أشر اليه