ده عيد شنو .. يا حكومة؟!
* الحكومية السنية.. الهادية ورضية.. ذات الأكثر من سبعين وزير وهيصة من وزراء الدولة والولاة.. والمعتمدين والمجالس التشريعية والمجلس الكبير ومجلس الولايات قبل العيد ببضعة أيام صدقت لنا بفروقات ثلاثة أشهر.. وما جاء العيد إلا وتبخرت الفروقات على أعتاب السوق.. وأطرافه.. حتى قبل أن نلج إلى داخله..
* طبعاً واللهم لا حسد لأن من (كدّ) عظمنا.. وجد.. ما يريد من أبهة وفخامة السلطان.. وعيدهم وسط أهلهم يختلف.. معروف عيد رمضان عيد خبيز.. وخبائز وحلاوة وحاجة باردة.. وكلو ده عندهم بالكوم.. ومعاهو ذبائح للأهل والأحباب وشواءات وشيء مشويات.. ولكن الحمدلله على (فروقات) الحكومة.. وعطاياها لشعبها..
* بعضهم قضى العيد في العاصمة.. وسط أهله.. متخماً وهم متخمون.. الماء النقي متوفر.. والكهرباء من الخط الساخن.. والمولدات شغالة.. والجازولين متوفر.. لا يهم إن افتقدته مناطق الزراعة.. ما دام سبل الراحة (والنغنغة) متوفرة لديهم.. وما دام الشعب يدفع ما عليه من أتاوات.. وجبايات حتى لو بلغت (36) ألف نوع.. ونوع..؟!
* بعضهم قضى العيد.. (أكيد) بالخارج.. حيث سبقته الثروة.. والاستثمار في بعض لآلئ الخليج.. أو جنوب شرق آسيا.. أو ضباب لندن.. بعيداً عن السخانة.. (يا غانا).. مع مولانا.. بدعوى الحوار.. والتفاكر في مستقبل البلاد.. وكأن (36) ألف نوع من الجبايات لا تكفي..!! وهناك حرية (الحركة) والتنقل تجعل للعيد طعماً آخر.. بعيد عن العيون وقيود المشروع الحضاري.. أفتكر الحتة دي مفهومة بدون شرح..؟!!
* بعضهم قضى أيام العيد.. مع قليل من نهايات رمضان.. في الأراضي المقدسة.. وهناك تقتضي مطلوبات الموقف.. رفع شعار هي لله.. هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه.. مع حذف الفقرة التي تقول.. فلترق منهم دماء أو ترق كل الدماء.. مع سكبه القليل من الدموع وتأوه العبرات.. وقد تخرج (غصباً) عن البعض.. وهو يتذكر.. مذبحة تجار العملة.. وشهداء رمضان.. وكجبار.. وبورتسودان.. ومذبحة شهداء سبتمبر الكبرى.. والعشرات والآلاف من الذين فصلوا من وظائفهم بغرض التمكين.. وتقطعت بسبب ذلك وشائج وأرحام.
* ولكن هل الدموع.. وكل عبرات الدنيا تكفي ثمنًا لانفصال الجنوب.. أو لملء (قفة الملاح) بعد خمس سنوات.. أو خمسين سنة كما يقول أحد الأشياخ.. والذي دخل مجبراً إلى عالم نهايات الأشياخ.. رغم احترامنا له سنين عدداً.. (تلاشت الآن).. بعد أن حاول أن يعزف على لحن القوم.
* كلهم كان عيدهم سعيداً.. وهم يتجولون ما بين العاصمة والولايات.. وسط الذبائح والحلويات الفاخرة.. والخبائز.. ونعوذ بالله من الخبث والخبائث.. وهمزات السياسيين.. وتركونا كحطام.. نعاني منذ نهايات رمضان.. من الكهرباء.. والماء.. وغلاء الأسعار.. والأمرَّ من ذلك.. وسط كم هائل ومهول من نفايات المدينة التي تراكمت وأصبحت شيئاً لا يطاق لمن عرف الخرطوم ذات يوم كعاصمة يضرب بها المثل في النظافة تضاهي كبريات مدن العالم..!!
* في بدايات القرن التاسع عشر.. زار أحد الرحالة النمساويين الخرطوم لعمل وكالة تجارية حيث كانت تشتهر في أفريقيا بوكالاتها المتعددة.. وقال.. أتمنى أن تكون فيينا وباريس في نظافة الخرطوم.. صدقوا أو تصدقوا.. اندهشوا أو اغتاظوا ليس مني، بل من مسؤوليكم.. خاصة من الذين أدمنوا الفشل.. حيث ما (أسقطوا) فشلوا.. وسجلات فشلهم حافلة بكل مثير.. تشمئز منه النفس السوية..!!
* نحمدالله.. حمد الشاكرين على فروقات الأشهر الثلاثة.. نحن شعب في منتهى القناعة نكتفي بالقليل.. لا نطمع في الصروح المشيدة.. ولا أراضٍ استثمارية.. ولا مزارع.. ولكن من (حقنا).. أن نعيش بكرامة.. في وطننا.. مواطنين لا رعايا..؟!!.. ومن حقنا أن نسأل عن حقوقنا.. ومنها القليل.. مثل:
(1) قطعة (الترام) في أم درمان.. كم سعرها.. ولمن خصصت.. وبكم؟!!
(2) قال الوالي الجديد.. إن الأراضي كلها باعوها.. أين.. لمن .. بكم.. وأين الحصيلة؟!
* نواصل في الأيام القادمة بإذن الله..؟!
* زهجت.. بعد أن قلبت العديد من الأوراق.. والمستندات..!!
* في حقيقة الأمر.. ما يحدث شئ مقرف..!!