محمد حسنين هيكل.. الإيراني
من يقرأ حوار طلال سلمان مع محمد حسنين هيكل في “السفير”، قبل أيام، يخال أن المتحدث هو أحد أركان مجمع تشخيص مصلحة النظام، أو أحد كبار المستشارين الرئاسيين الإيرانيين المفعمين بروح قومية طامحة وثّابة. فالرجل لا يرى طرفاً إيجابياً وقوياً وحضارياً وثوريا بالطبع في المنطقة سوى إيران ونظام الجمهورية الإسلامية فيها. وما دام الحال على هذا النحو، فليس ثمّة في نظام طهران وبنيته وأدائه وخطابه ما قد تشوبه شائبة. ولذلك، يُطنِب “الأستاذ” في سرد المزايا والسجايا الإيرانية، جامعاً بين الأبعاد الحضارية والثقافية والسياسية والاستراتيجية التي تتحلى بها إيران، دوناً عن غيرها، مع تعريج طفيف على تركيا ورجب طيب أردوغان “التركي العثماني”.
وفي معرض رسمه صورة زاهية قشيبة متألقة لهذا البلد، لا يأتي الرجل أبداً على ذكر شعب إيران، وما إذا كان حراً سعيداً، متمتعاً بحقوقه الأساسية كما يُفترض، ما دام هذا الشعب ينعم بنظامٍ لا سابق له في الجودة والامتياز. ولا يعرج الأستاذ أبداً على وضع تصور لعلاقات إيرانية عربية، يستطيع معها العرب الإفادة من النظام الإيراني النموذجي مع الاحتفاظ باستقلالهم، مكتفياً بوصف دول الخليج بأنها “متخلفة”، أما بقية العالم العربي فينوء تحت وطأة الفراغ.
ومن أمثلته أن “الغرب نجح في أن يجعل العراق بؤرة عزل لإيران”، وهو مثال يعاكس الواقع، فالسياسات الأميركية والغربية في العراق مكّنت إيران من جعل بلاد الرافدين نقطة ارتكاز لها ومنصة انطلاق نحو دول أخرى، لكن الرجل، بعقله “الإيراني”، يستطيع ان يُصوّر الاجتياح الإيراني بأنه عزلٌ لإيران. ومن أمثلته الأخرى أن أميركا تريد تغيير النظام في سورية. وبهذا، فقد سمع هيكل بموجة الربيع العربي في نسختها المصرية، أما النسخة السورية فلم تصل إلى مسامعه، على الرغم من إحاطته بكل صغيرة وكبيرة، وعلى هذا ففي سورية قوتان: النظام وأميركا. وكالعادة، لا يوجد شعب. وفي هذه الحالة، لا يوجد شعب سوري. وهذه الطريقة في التفكير والرؤية تأخذ بها إيران طبعاً، وحزب الله في إنكار وجود شعب سوري. فحزب الله، حسب هيكل، يدافع عن نفسه في سورية، وأبعد من ذلك، فليس في إمكانه التغلغل في العالم العربي، وعلينا أن نعذر السيد حسن نصر الله. يقول هيكل: “صحيح أن لدى السيد حسن نصر الله إشعاعاً معيناً في لبنان وخارجه. لكن، لا تحمّله أكثر مما يطيق، فليست لديه القدرة على التحرك والحركة خارج حدود لبنان. صحيح أن لديه سمعة جيدة، ولكن السمعة لا تشكل، بحد ذاتها، قوة تقاتل على الأرض”. هكذا يقول هيكل، وكأنه في حوار داخلي بين أركان الحكم في طهران: بين من يطلبون من حزب الله المضي قُدُما في العراق واليمن وسواهما، وبين من يلتمس العذر للحزب، لأن ظروفه وإمكاناته لا تسعفه على تحقيق هذا الهدف، وهيكل من الفريق الثاني.
لكن، ما هو سر ولع هيكل بإيران؟ ليس هناك سر، فالأمر يتعلق بـ “وجود نظام ثوري خارج على الطاعة الأميركية، ويمارس سياسة مستقلة”. ليس للثورة من وصف أو مضمون أو هوية إيديولوجية عند هيكل سوى: مناوأة أميركا. وأياً كانت طبيعة النظام المناوئ، فهو ثوري بالقوة والفعل. ليس مُهمّاً إن كان رجال الدين هم من يحكمون، وما إذا كانت الأقليات القومية والدينية بأمان أم لا، أو إن كانت المعايير الديمقراطية المعتمدة قريبة من المعايير الكونية، أم هي خداع ديمقراطي، ليس مُهماً إذا كانت ثمرات التنمية والدخل موزعة على الناس بعدالة، وليس مهماً سِجِل هذه الدولة، أو تلك، في حقوق الإنسان. وقبل ذلك وبعده، ليس مهماً أن يحترم هذا البلد جيرانه وكياناتهم وخصوصياتهم الثقافية والاجتماعية، وما إذا كان يمتلك نزعة تدخلية أم لا في شؤون الغير.. ذلك كله وغيره ليس ذا أهمية من قريب أو بعيد، فالأهمية تنعقد وتتمحور حول مناوأة اميركا، وانتهاج سياسة مستقلة عنها، حتى لو كان الأمر في الحالة الإيرانية قائما على النسج على المنوال الأميركي نفسه في التدخل بشؤون الآخرين، والسعي إلى بسط النفوذ بالقوة والهيمنة والتأليب والعبث بالنسيج الاجتماعي وبسيادة الدول. هذه أمور تفصيلية أو جانبية لا تستوقف هيكل، فمعقد اهتمامه هو الشؤون الاستراتيجية فحسب. والعالم بالنسبة له حلبة صراع ليس غير، بين أميركا (ومن هم معها) ومن يناوئونها.
“زهد زهداً كبيراً بأن يكون العرب مستقلين عن إيران نفسها، وبات في حالة أقرب ما تكون إلى تصوف سياسي في مزار إيراني”
يجدد هيكل ثقافة الحرب الباردة، وكأن هذه الحرب لم تنته. فالصراع كان قائماً بين الرأسمالية والاشتراكية، والآن هو صراع قومي حضاري، كما يستدل من حديثه وبالأسلحة الفتاكة نفسها. وعلى الرغم من أن الكبار النوويين يمتلكون استراتيجية لتخفيض مستوى هذه الأسلحة، فقد بدا هيكل متعاطفاً، إن لم يكن مؤيداً طموحات إيران النووية، ومستخفّاً بأي اعتراض على ذلك، وخصوصاً ما يسميه “الشغب الخليجي”.
لفترة طويلة، ولقربه من الرئيس الراحل عبد الناصر، بدا هيكل ذا نزوع عروبي مكين، يستند إلى مركزية مصر وقيادتها. في سنواته الأخيرة، بدا الرجل شرق أوسطياً، لا يرى في المنطقة سوى مصر وإيران، وبدرجة أقل تركيا. والآن مصر “منشغلة”، وإن كانت “أحوالها لا بأس بها كما يقول”، وتركيا عثمانية، أما إيران فهي الوحيدة المستقلة. يريد هيكل من العرب أن يكونوا مستقلين على الطريقة الإيرانية عن أميركا، وهذه وجهة نظر تستحق سماعها، لكنه يزهد زهداً كبيراً بأن يكون العرب مستقلين عن إيران نفسها، فالرجل بات في حالة أقرب ما تكون إلى تصوف سياسي في مزار إيراني. العقل “الاستراتيجي” لهيكل يذهب به هذا المذهب، فالنزعة التدخلية التوسعية لطهران في العالم العربي لا تستوقفه، فما دام جوهر السياسة الإيرانية سليماً وثورياً، وهو مناوأة أميركا، فلأصحابها أن يفعلوا ما يحلو لهم. وعلى ذلك، فهو يقف ضد “عاصفة الحزم” التي اندلعت في وجه ذراع إيران في اليمن، وهم الانقلابيون الحوثيون، فلا بأس من انقلاب هؤلاء على الثورة اليمنية، وعلى إرادة الشعب اليمني، ما داموا يناوئون أميركا، وعلى السعودية ألا تتدخل. لإيران وحدها الحق في التدخل عبر وكلائها في هذا البلد.
شيء واحد وجوهري يفوت السيد هيكل، وهو أن على من يرغب بانتزاع شهادة تقدير على مناوأته أميركا السيئة، عليه أن يكون أفضل منها سياسياً وحضارياً وثقافياً وأخلاقياً في نظرته لحقوق لشعوب والدول، وللثقافات والخصوصيات السياسية والحضارية، فلا يكفي، أبداً، أن يكون أحد مناوئا لأميركا كي ينال الجدارة.
بقلم
محمود الريماوي- العربي الجديد
محمود الريماوي كاتب، معلق سياسي، قاص وروائي أردني/ فلسطيني. عمل في الصحافة منذ أواخر الستينيات، في صحف لبنانية وكويتية وأردنية كاتباً ومحرراً ورئيس تحرير. صدرت له 13 مجموعة قصصية وروايتان وكتابا نصوص. كاتب متفرغ ويدير الصحيفة الثقافية الالكترونية ” قاب قوسين”.
بقلم إعلامي مصري
بعنوان ” الزهايكل ”
ينتاب الواحد منا شعور غريب عندما يمر أمام ناظريه مقطع من السينما أو الدراما الكوميدية العربية العائدة إلى النصف الثاني من القرن الماضي، أحقا كان من سبقونا يتسلّون بمتابعة مثل هذه الأعمال؟ هل انفجر جمهور مسرحية “كل الرجالة كده” للراحل الكبير إسماعيل ياسين ضحكا كما فعل الظاهرة عادل إمام بجمهوره، وحتى بزملائه الممثلين على الخشبة في مسرحية “شاهد ما شافش حاجة” وغيرها من الروائع العابرة للقرنين؟ والحقيقة هي أنه بالفعل كان إسماعيل ياسين في عصره يوازي عادل إمام عصرنا، كما كان شارلي شابلن ملك الكوميديا البريطانية التي اعتلى عرشها لاحقا “مستر بين”.
لكن الذي يحصل هو أن الذائقة الفنية والأدبية الجمَعية تتطور بموازاة المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، وينسحب الأمر على معظم آداب وفنون وسائط الاتصال. وأَن نعتبر أنَّ إسماعيل ياسين لو بُعثَ الآن من جديد دون تجديد، أي كما هو بنصوصه ولغات لسانه ووجهه وجسده سينبت الحشيش على مدخل مسرحه، فهذه حقيقة بديهية ليس فيها انتقاص من قدرات وخبرات ياسين، لكن القاعدة العابرة للأزمنة هي أن لكل زمن رجال، وأفطنهم هو من يحسن اختيار توقيت الاحتجاب إن لم يحجبه الموت حتى يفسح بالمجال لرواد جدد، وحتى لا يضع فوق أرشيفه ما يجعل ماضيه أهمّ من حاضره.
محمد حسنين هيكل مثال لهؤلاء الكبار الذين عرفوا متى يحتجبون، ففي يوم ميلاده الثمانين أعلن اعتزاله الكتابة والعمل الإعلامي ورفض الاحتفال بعيده (فكيف أحتفل بعيد ميلادي وأنا أرى أمتي تخرج من التاريخ…)، عبارة خرجت بحرقة من فم “الأستاذ” مترافقة مع نفخة دخان من احتراق سيجارة الكوبي الفاخر، إلا أن الذي حصل هو أن عميد الصحافة العربية زُجَّ في أتون العمل الإعلامي بعد ذلك من حيث يقصد أو لا يقصد، محللا استراتيجيا متنقلا من فضائية إلى أخرى، ومن مؤتمر إلى ورشة فكر وسياسة، إلى استعادة دوره كمشارك في الحكم أحيانا على طريقته الخاصة، وما كان يكتبه بقلمه أصبح يردده بصوته في التلفزيونات وفي المقابلات الصحفية، ليس لترجمة سيرته الثرية بل لتحليل ما يجري من أحداث حول العالم من شوارع صنعاء إلى شواطئ هافانا، فبدا مثل “توماس إديسون” يجول على امبراطورية “آبل” ل”ستيف جوبز”، ويُنَظِّر في تطبيقاتها المعلوماتية لعالَم الكمبيوتر التي تواكب اللحظة في تسارعٍ مُخيف. فوضَع “الهيكل” رمزَه الامبراطوري على المِحك أكثر من مرة، وكاد أن يضيِّعه في حلقة على تلفزيون “سي بي سي” المصري سجّلها قُبيل تشكيل قوة عاصفة الحزم العربية بأيام قليلة، مستبعِدا أي تحرك لدول الخليج لضرب الحوثيين، فقضت حكمة إدارة “سي بي سي” بعدم بث المقابلة، حتى لا تُعرّض هرم الصحافة المصرية للانهيار أمام أجيال سمعت عنه ما هو أعظم بكثير مما ستسمعه منه.
وقبل ذلك كانت هناك نكسة أخرى من العيار الثقيل عندما انتقد الكاتب العالمي سيمور هيرش ما اعتبره تحول موقف هيكل السياسي في ما يخص الأوضاع الحالية في مصر، بما يخالف مبادئه التي كان دوما يتحدث بها معه. هيرش خصّ صديقه القديم هيكل بمقال في “واشنطن بوست” ختمه بعبارة موجِعة (لقد سقط القناع عن هيكل، واختفى هيكل الذي كنت أحترمه.).
أما المحطة الثالثة مع تعرض هيكل لسيل من الانتقادات، فكانت بعد نشر صحيفة السفير اللبنانية مقابلة أجراها معه الأستاذ طلال سلمان في الشاليه التي يقيم فيها بمنتجع “الرواد” على الساحل المصري الشمالي. وردّ “الأستاذ” ذو الاثنتين وتسعين عاما على أسئلة المقابلة التي تركزت على قراءة تداعيات الاتفاق النووي الغربي الإيراني، فشابت إجاباتِه بعضُ التقرحات في الذاكرة والتركيز والانتباه والتخطيط والتفكير واللغة والإدراك، وهي نواقص تشكل مجتمعة علامات تحذيرية واضحة من السقوط في مرض الزهايمر، وذلك على الرغم من إصرار الصحيفة على تأكيد سريان مفعول الذاكرة عند هيكل، وتكرار طمأنة القراء على ذلك ثلاث مرات في نحو ستة سطور (الذاكرة المميزة التي تحتفظ بشبابها… ذاكرته نضرة… إن له ذاكرة فيل…).
بدا هيكل على غرار حديثي العهد في الزهايمر يتذكر قديم الأحداث أكثر من جديدها، ثم قدّم تقييما لأداء الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرتكزا على حقبة اضطهاد البيض للسود في أمريكا، دون الاكتراث بالمتغيرات الهائلة التي أعقبت تلك الحقبة، وعلى الرغم من انتخاب الشعب الأمريكي أوباما مرّتين إلا أنه يشكك في نزاهة دوافع اختيار الأمريكيين (…فليس من الطبيعي أن تأتي برئيس “أسود” وبأغلبية الأصوات في الانتخابات.. فالأغلبية هي للبيض.).
لقد أوقع “الأستاذ” نفسه في متناقضات عديدة ليس أقلها إضفاؤه في بداية المقابلة قوة عُظمى على إيران، تمكنها حتى من تقليم أظافر الولايات المتحدة الأمريكية، (التحدي الوحيد الموجود في المنطقة بالنسبة إلى السياسة الأمريكية هو إيران)، (العامل النفسي يؤدي دورا وقد بات الجميع يخاف من إيران)، (إن فشل أمريكا حتى الآن في تطويع الثورة الإيرانية أو استبدالها بنظام آخر يضعها أمام نزاع خطر، قد يدخل في مرحلة يقلم فيها الطرفان أظافر بعضهما بعضا، ويصعب على أمريكا أن تقبل بنظام قوي في إيران). ثم ومن دون سابق إنذار يخلص هيكل إلى (الآن إسرائيل مهيمنة على المنطقة كلها)… كما وجد أن إيران تقود حلفاء ضعفاء من حزب الله إلى النظامين السوري والعراقي، (أما الحركات والتنظيمات التي تعتمد عليها، فكلها ضعيفة. يشكل حزب الله قوة كبيرة في لبنان، ولكن لبنان كله، مع احترامي لكم، له حدود في التأثير، فكيف إذا كانت سوريا مدمرة بهذه الطريقة التي هي عليها اليوم، وإذا كان العراق يعيش أو يموت بالطريقة التي نشهدها). لكنه قبل ذلك قلل هيكل من قدرة أمريكا على صنع المتغيرات (ما غيّر الأوضاع ليس أوباما، بل ما غيّرها هو أن كوبا وقفت وإيران وقفت)، كوبا وعاصمتها هافانا… بالنسبة لهيكل فإن العداء الأمريكي لإيران سيستمر (ما تقوم به أمريكا اليوم هو أنها تشغل إيران إلى أن تكون قد استولت بالكامل على سوريا، وتشغل إيران إلى أن تكون قد استولت بالكامل على الأردن). نعم، الأردن، يقول هيكل.
يرى “الأستاذ” أن حزب الله يقاتل في سوريا دفاعا عن نفسه وليس لأنه جزء من مشروع إيراني، وفي الوقت نفسه هو أحد أجنحتها التي يحاول خصومها قصه (…قتال “حزب الله” في سوريا هو للدفاع عن نفسه… فمن يريد أن يضرب إيران اليوم يحاول أن يقص أجنحتها في أي مكان لديها فيه نفوذ.).
يقول هيكل (…الإيرانيون لم يفعلوا سوى أنهم كانوا أنفسهم، هناك حضارة فارسية على هذه الأرض وفي هؤلاء الناس.)، لكن المواد الأربعة عشر للفصل الأول من الدستور الإيراني، الأصول العامة، ليس فيها أية إشارة للبعد القومي، بل إن دستور البلاد مستمد بالكامل من الفهم الشيعي للحضارة الإسلامية حصرا، ويُعتبر الولي الفقيه نائبا للإمام المهدي عليه السلام في زمن غيبته، فإذا كانت العقيدة الرسمية للدولة لا تؤشر على الحضارة المُعاشة فما الذي يؤشر عليها.
بأسلوب مفاجئ يسخر “الأستاذ” من بلاد السودان في معرض حديثه عن مشكلة العرب (مشكلتنا في العالم العربي، أنك لا تجد بين المسؤولين من لديهم الإرادة لصنع تاريخهم. المنطقة الأغنى هي الخليج، والمنطقة الأهم وهي مصر والشام عندها مشاكل كثيرة، أما المغرب العربي فهو غارق في مشاكله و “زهقان” من المشرق العربي… فأين يبقى الأمل؟ في السودان؟…).
بالنسبة لتقييم هيكل للقيادة التركية الراهنة والرئيس رجب أردوغان فهو سلبي حتما، لكنه قال كلاما مشوَّشا يحتاج إلى تفكيك وإعادة صياغة … (…في تركيا من هم مثل أردوغان لا يُبنى على مواقفهم… تركيا إلى المأدبة المتوسطية والأوروبية والأردوغانية. أما عن أردوغان، فكل واحد منا يعبّر في النهاية بطباعه عن طبيعته. كيف تطلب من مخلوق يفترض أن طبعه لا يعبر عن طبيعته وطبيعته لا تعبر عن طبعه أنه تركي عثماني بالتأكيد.. وبعد لحظات استدرك “الأستاذ” فقال: في أي حال لقد ظلمنا الأتراك. هم أدّوا دورا مهما في حماية الإسلام وأرض الإسلام بعد انهيار العصر المملوكي. محمد علي من داخل الإسلام كان فريدا في بابه…).
ختاما ورغم هذه الإشارات الواضحة في ضعف البنية الذهنية الراهنة لمحمد حسنين هيكل، وهذا أمر طبيعي لرجل في العقد العاشر من عمره، إلا أن أحدا لا يستطيع أن ينكر أنه كان وما زال رمزا للصحافة العربية المكتوبة منذ زمن التلفزيون الأبيض والأسود وإذاعة “أحمد سعيد” ومسرح إسماعيل ياسين، والأمة أمةٌ حين تكرم كبارها وحين تحترم عقول صغارها. والحقيقة هو أن أحدا ممن تلاه لم يجارِه في حضوره على مساحتنا، لكن ما ينبغي أن يعالج هو كيفية تظهير وصيانة هذا الحضور لحماية إرثنا العربي به وبأمثاله. قد لا يكون “الأستاذ” واقفا في طابور مرض الزهايمر، كما نأمل، فقد تكون نرجسية الجنرالات المتقاعدين معطوفة على مجد غابر من قراءة الأحداث وصنعها، وقد يكون وضعا خاصا به من دون العباد، قد يكون مرض الزهايكل…
الزعلة دي كلها علشان هيكل وراهم مكانتهم بين العالم ؟؟
العرب هم مسخرة العالم , امريكا و الغرب يخوفوهم و يبيعوهم سلاح بمئات المليارات و من وراهم يتفقوا مع ايران و يشكلوا العالم زي ما عايزين و يرجعوا يعيدوا ليهم نفس الاسطوانة من جديد و الغريب انو تااااني بيصدقوا و يشتروا سلاح من جديد , الطامة الكبرى قادمة عندما يدخل النفط الايراني الاسواق مجددا” و تعود اسعار التسعينات من جديد و شكرا” لماما امريكا !! .